الأحد، 18 مايو 202507:15 م

اللواء سمير فرج يكتب: مسار الحرب

آراء حرة
اللواء سمير فرج يكتب: مسار الحرب
اللواء سمير فرج – الخبير الإستراتيجي
15
الجمعة، 01 نوفمبر 2024 05:11 مساءً

” طوفان الأقصى” حربا مستمرة منذ ثلاثة عشر شهراً، بدأتها حماس بـ 7 أكتوبر 2023، عندما نفذت عمليتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتوقع الكثيرون ألا تستمر تلك الحرب كثيرا وانهالت التوقعات بانتهاء الحرب في القريب العاجل، ولكن وحدهم العسكريين الذين يعلمون جيدًا استحالة التكهن بموعد انتهاء الحرب.

هناك ما يعرف بـ”المراحل”، في العقيدة، أو المدرسة، العسكرية الغربية، وقد طبعت إسرائيل، في عملياتها العسكرية، بهذا المفهوم فجعلت هدفها الأول حماس وشنت حرب شاملة ضد غزة كمرحلة أولى للعمليات، وقد فشلت في تنفيذ أهدافها، ثم بدأت، في الدخول للمرحلة الثانية وهي، بالعدوان على لبنان وهدفها واضح هو تدمير القوة المسلحة لحزب الله، كما أضعفت حماس، وتضمن خطتها اولا تنفيذ اغتيالات ضد قادة حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله، وعدداً من قيادات الصف الأول والثاني، مع تدمير شبكة الاتصالات، وتصفية 3000 فرد من خلال تفجير أجهزة البيجر.

ثم فكر نتنياهو في كسب ثقة الإسرائيليين، الغاضبين بسبب فشله، وحكومته، في الإفراج عن الرهائن لدى حماس، وزاد عدوانه في الأراضي اللبنانية بدعوى تأمين عودة أهالي المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع جنوب لبنان، واتوقع استمرار نتنياهو في القتال حتى القضاء على القوة العسكرية لحزب الله، التي تعد أكبر قوة عسكرية، غير نظامية، في العالم، حيث يهدف لإضعاف القوى القتالية لحزب الله، وإقصاء عناصرها إلى ما بعد نهر الليطاني، لتحقق بذلك عملياته العسكرية، في جنوب لبنان.

واتوقع الفترة المقبلة أن إسرائيل ستعمل على تحديد تواجد قوات الجيش اللبناني، وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة، على الحدود من نهر الليطاني حتى حدود إسرائيل مع جنوب لبنان، تنفيذا للقرار 1701، وبمقارنة مسرح العمليات العسكرية في قطاع غزة، مع تلك في جنوب لبنان، ففي ظني أن وعورة الأرض، والطبيعة الجبلية لجنوب لبنان، ستكبد إسرائيل، في تلك المرحلة، خسائر كبيرة، على صعيد المهاجم الإسرائيلي، أمام مقاتلي حزب الله، العالمين بطبيعة الأرض، والحافظين لمداخل ومخارج الوديان والجبال، وهو ما أثبته سير العمليات، إذ ان تتقدم إسرائيل سوى بضع المئات من الأمتار داخل الجنوب اللبناني، حتى الآن.

عندما توعدت إسرائيل لإيران برد عنيف، بسبب ضرباتها، التي وجهتها لإسرائيل ثائرا لحسن نصر الله وإسماعيل هنية، تصور سيناريوهين لذلك الرد الإسرائيلي، الأول، ألا تتجاوز إسرائيل، ضرب أهداف عسكرية إيرانية، وبعض المطارات والمخازن والمصانع العسكرية، الثاني، الذي حذرت منه أمريكا، وهو أن تقوم إسرائيل بضرب المفاعلات النووية الإيرانية، ومصادر البترول، وعليه تقع حربا إقليمية وقد تتحول لأكثر من ذلك، ولكن اكتفت إسرائيل بتوجيه ضربات، الذي راح ضحيته أربعة إيراني.

وكان رد إسرائيل له صدى تحليلي عميق لدي الباحثين والمحللين في الشأن الدولي حيث انصياع نتنياهو، لأول مرة، منذ بداية الحرب، لرأي الولايات المتحدة الأمريكية، عندنا نصح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إسرائيل بعدم التعرض للمفاعلات النووية الإيرانية.

ومن وجهت نظري اعلم جيدا أن أيران كانت على علم بموعد وأهداف العملية، على رغم من نفي إيران، حتى وإن كان من خلال وسيط، وليس عن طريق إسرائيل، مباشرة، وبلا شك إيران تخشى استفزاز إسرائيل، ودفعها لاستهداف المفاعلات النووية، لذلك لا أرى غرضاً من التصريحات الإيرانية إلا إحداث ضجة إعلامية.

وخلال الفترات المقبلة ستحدد مسار هذه الحرب، حيث ينتظر العالم نتائج سباق الانتخابات الأمريكية، لما وعد بيه ترامب، حال فوزه، فإنه سيعمل على إيقاف هذه الحرب، فالأسبوع القادم سيحدد مسار الأزمة.