
تعتبر زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية يوم الأربعاء الموافق الثالث عشر من مايو 2025 محطة هامة في العلاقات بين البلدين، حيث أظهرت العديد من الرسائل الواضحة والتحولات الاستراتيجية.
سنناقش في هذا المقال أبرز النقاط التي ميزت هذه الزيارة وتأثيراتها المحتملة على المنطقةالعربية والشرق الأوسط.
غياب الملك سلمان
لم يظهر الملك سلمان في أي من الاجتماعات أو الاستقبالات، مما يعكس تدهور حالته الصحية. ورغم ذلك، لم يعلن الأمير محمد بن سلمان نفسه ملكًا، ربما لتجنب اختيار ولي عهد جديد وتفادي فتح أبواب جديدة لمعارضته.
غياب العائلة الملكية
في استقبال ترامب، لم يظهر أي فرد من العائلة الملكية السعودية من آل سعود الملقبين بأصحاب السمو الملكي، باستثناء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. هذه الخطوة تعكس رسالة واضحة مفادها أن الأمير محمد بن سلمان هو الرجل القوي في السعودية، ولا منافس له في تولي العرش.
الثقة والقيادة
سار الأمير محمد بن سلمان واثقًا طوال اليوم، بينما كان ترامب هو من يجرى وراءه. لم يسمح الأمير لترامب بتجاهله أو معاملته كما اعتاد معاملة الملوك والرؤساء الآخرين.
اللغة والتواصل
لم يكن هناك مترجم في الاجتماعات، مما يعتبر خطأ بروتوكوليًا فادحًا. ومع ذلك، يعكس هذا أيضًا رسالة واضحة من الأمير محمد بن سلمان إلى ترامب ومن معه، بأنه يتحدث لغتهم ويفهمهم بدون وسيط.
الاستثمارات والرؤية المستقبلية
على عكس زيارة ترامب الأولى للسعودية، لم يأتِ هذه المرة مع أفراد عائلته، بل مع 32 من أهم رجال الأعمال في العالم. هذا يعكس أن هناك استثمارات حقيقية ممكنة ورؤية مستقبلية قابلة للتحقق، ونجاح الأمير محمد بن سلمان في إقناع الولايات المتحدة برؤية السعودية 2030.
العلاقات الإقليمية
القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا له ما بعده، وهناك تساؤلات حول دور السعودية في دمشق وموقف تركيا. هل ستدفع السعودية فاتورة إعادة الإعمار السورية واللبنانية والفلسطينية؟
التأثير السياسي
ترى الولايات المتحدة الأمريكية في الأمير محمد بن سلمان ملكًا صغير السن يتكلم ويفكر بطريقة غربية، ولا مشكلة له مع إسرائيل. هذا قد يؤدي إلى ضغط أمريكي على إسرائيل لتقديم حل غير متوقع وجذري للقضية الفلسطينية.
الفائز الأكبر
الفائز الأكبر بعد 24 ساعة من الزيارة هو الأمير محمد بن سلمان، الذي أثبت أنه يلعب سياسة كما يقول الكتاب ، وليس هناك أيديولوجية تتحكم في القرارات، بل رؤية مستقبلية واضحة.
ختامًا، تُعد زيارة ترامب للسعودية محطة فارقة في العلاقات بين البلدين، وتأثيراتها ستشكل المنطقة لسنوات قادمة.
يبدو أن كل موازين القوى التقليدية في المنطقة العربية تتغير للأبد.