
“تركنا كل شيء حفاظًا على شرف النساء وهربًا من قتل الصغار والكبار”.. بهذه الكلمات تحدث فيصل، الشاب السوداني الذي يعيش لاجئ في دولة عربية، عن الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب السوداني الشقيق في وطنه، والتي دفعته إلى الفرار من بطش مليشات الدعم السريع.
جرائم الدعم السريع
وقال فيصل في حديثه لـ “سياسة بوست” إن قوات الدعم السريع بمجرد دخولها إلى أي منطقة بالأراضي السودانية ترتكب المجازر بحق سكانها، لا تفرق بين شاب أوشيخ رجل أو امرأة.
وتابع الشاب السوداني: “بمجرد ظهور أي مؤشرات حول نية الدعم السريع بدخول أي منطقة، يلجأ جميع السكان إلى الفرار منها بعيدًا، تاركين خلفهم أملاكهم قاصدين أي منطقة بالأراضي السودانية ثم إلى أي دولة مجاورة حيث تصل بعض رحلات النزوح لأكثر من 1000 كيلو متر”.
مأساة نساء السودان
أما نساء وفتيات السودان فتعيش مأساة شنيعة، حيث تعمل مليشيات الدعم السريع على اغتــ ــصابهن أمام أعين أهلهن، ومن يدافع عن زوجته أو أخته يُقتل في الحال، حسب ما نقله اللاجئ السوداني وأكده كثير من أقرانه.
أشار فيصل إلى أن دافع قوات الدعم السريع لاغتــ ــصاب الفتيات والنساء تعود إلى رغبتهم في ما وصفه بـ”كسر العين و إذلال السودانيات”، لافتًا أن هذه المليشيات معظمها مرتزقة يتجردون من قيم الشجاعة والكرم.
استخدام الطين هربا من الاغتـ ــصاب
إحدى السودانيات اللاجئات أشارت إلى أن النساء يلجأن إلى “الطين”، فعند معرفتهم بقدوم قوات الدعم السريع تغطي الواحدة منهن جسدها به لكي تنجو من الاعتداء.
اغتــ ــصاب حتى الموت
أكدت أن هناك نساء تغتصب دون رحمة حتى الموت، كانت ابنة خالتها إحدى هؤلاء، كما أن الكثير يستخدمن أدوية لمنع الحمل خوفا من حملهن بسبب مليشيات الدعم السريع.
استعباد جنـ ــسي وقتل ودمار.. السودان إلى أين؟
جدير بالذكر أن تقارير أممية كشفت النقاب أمس، عن تفشي واسع وممنهج لجرائم الاغتـ ـصاب في دولة السودان على إثر الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ 18 عشر شهرًا، حيث أفادت التحقيقات بأن غالبية هذه الجرائم تقع علي يد قوات الدعم السريع.
من جانبه حذر رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان محمد شاندي عثمان، من أن حجم العنف الجنـ ــسي الموثق ضد السودانيات مهول للغاية، لافتا أن الانتهاكات لم تقتصر على النساء فقط، بل طالت الأطفال أيضاً، كما أن هناك اختطاف لنساء وفتيات لاستعبادهن جنـ ــسياً.
البعثة الدولية المستقلة في السودان، والتي أسسها مجلس حقوق الإنسان نهاية العام الماضي، تولت توثيق الانتهاكات منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” في أبريل العام الماضي.
وفي تقريره أمام مجلس الأمن، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن “المعاناة تتفاقم في السودان يوماً بعد يوم”، مؤكدًا أن أكثر من 25 مليون مواطن سوداني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين غياب الأمان التام عن كافة الأراضي السودانية.
الأزهر الشريف
في نفس الوقت، أصدر الأزهر الشريف بيانًا، أدان فيه المجازر الوحشية في أرض السودان الشقيق، خاصةً في ولاية الجزيرة، التي راح ضحيتها ما يقارب 500 شخص من شباب وأطفال ونساء وشيوخ، إضافة إلى مئات الضحايا جرحى وقتلى ومفقودين.
شدد الأزهر، على أن ترويع المدنيين الآمنين في السودان، وقتلهم من أجل تصفية حسابات سياسيَّة، يعد جريمة إرهابية نكراء في حق الإنسانية، ويعدها ديننا الحنيف من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر.
وطالب الأزهر الشريف، المجتمع الدولي بالتكاتف لدعم الشعب السوداني الشقيق من خلال التصدي لهذه المذابح الوحشية، ومحاسبة مرتكبيها.





