الجمعة، 20 يونيو 202507:54 ص
تقارير

مفاجأة في معركة نقل الجامعة العربية.. نجل مبارك يوافق ضمنيا وكاتب إخواني شهير يدافع عن وزير سعودي ويهاجم مصر

الإثنين، 09 يونيو 2025 10:06 مساءً
مفاجأة في معركة نقل الجامعة العربية.. نجل مبارك يوافق ضمنيا وكاتب إخواني شهير يدافع عن وزير سعودي ويهاجم مصر
جامعة الدول العربية
15

تقرير يكتبه :محمد أبوزيد

بينما تحتدم النقاشات السياسية والإعلامية حول مستقبل جامعة الدول العربية، خرجت تغريدتان مفاجئتان لهما دلالات مثيرة للغاية

الأولى من علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، يُبدي فيها ضمنيًا عدم ممانعته لنقل مقر الجامعة العربية من القاهرة، والثانية من الكاتب الإخواني جمال سلطان، الذي شن هجومًا عنيفًا على ما وصفه بـ”اللجان الإلكترونية المصرية”، مدافعًا بشراسة عن وزير الدولة السعودي عادل الجبير، المرشح المحتمل لمنصب الأمين العام للجامعة.

علاء مبارك يفتح الباب.. نقل المقر ليس مستبعدًا

في تغريدة طويلة نشرها عبر حسابه الرسمي، كتب علاء مبارك ما يشبه البيان السياسي، قال فيه:”كلام كثير هذه الأيام عن جامعة الدول العربية و عن دورها وعن مقرها وعن منصب امين عام الجامعة وعن ميزانيتها وعن الرواتب الخ الخ… لا توجد مشكلة من ترشيح أي شخصية طالما تكون شخصية دبلوماسية مقبولة ذات ثقل وخبرة بصرف النظر عن الجنسية…”

ورغم محاولته الحديث عن تطوير الجامعة وأدائها، إلا أن مضمون التغريدة يحمل تسليما ضمنيا بإمكانية التنازل عن مقرها في القاهرة، ويقر بأحقية أي دولة عربية بترشيح أمين عام من خارج مصر، متجاهلًا ما تمثله القاهرة من رمزية عربية سياسية وتاريخية كعاصمة للعمل العربي المشترك، ومقر لصناعة القرار العربي لعقود.

 

ما لم يقله علاء مبارك صراحة، قاله تلميحًا، وهو أن بقاء الجامعة في القاهرة ليس أمرًا محسومًا، بل قابل للنقاش وإعادة التقييم. والغريب أن يأتي هذا الكلام من ابن رئيس كانت القاهرة في عهده تُعامل كـ”البيت الكبير” للعرب، لا كمجرد محطة يمكن تجاوزها أو التخلي عنها بسهولة

الإخوان.. في حضن الرياض!

 

أما المفاجأة الأكبر، فكانت من الكاتب الإخواني جمال سلطان، الذي فجّر ما يشبه الانقلاب في خطاب جماعته السياسي والإعلامي تجاه السعودية، التي طالما نالها من جماعة الإخوان ما نالها من هجوم واتهامات بالتآمر وتمويل الانقلابات المضادة للربيع العربي.

كتب سلطان: “الهجوم المنحط من اللجان الالكترونية المصرية على الوزير السعودي عادل الجبير… ولعب بالنار، وينبغي أن يكون هناك عقلاء في القاهرة يوقفون هذه المهزلة…” بهذا النص، قرر الكاتب الإخواني أن يصطف هذه المرة بجانب السعودية، لا حبًا فيها كما يتضح، بل نكاية في مصر. فجأة أصبح الإخوان يدافعون عن السعودية التي طالما هاجموها بوقاحة وتطاول غير مسبوق.

وفجأة أصبح عادل الجبير عند الإخوان “ضحية” لمؤامرة مصرية. نسي سلطان ما قالته قنوات الإخوان يومًا في الجبير نفسه، حين وصفوه بأنه مروج لسياسات التطبيع، وناطق باسم واشنطن في المنطقة.

 

مصر بين علاء مبارك الإخوان

 

التغريدتان، رغم تناقضهما الظاهري، تصبان في مجرى واحد: تقزيم الدور المصري في الجامعة، والتشكيك في أحقيتها التاريخية بقيادة العمل العربي المشترك، لا بل والتلويح بانتزاع هذا الحق منها.

ما قاله علاء مبارك يعكس رؤية سطحية وخطيرة، تضع مسألة قيادة مصر للجامعة على طاولة “الاستفتاء”، وكأنها مزحة في نادٍ اجتماعي، لا قضية سيادية تتعلق بمكانة مصر وثقلها التاريخي والجغرافي والدبلوماسي.

 

أما جمال سلطان، فقدم الدليل الصارخ على استعداد الإخوان لمد أيديهم لأي طرف، ولو كان خصم الأمس، ما دام ذلك يعزز موقفهم ضد الدولة المصرية. فهل باتت المعركة اليوم على جامعة الدول العربية مجرد وسيلة لتصفية حسابات سياسية بين خصوم الداخل، ولو على حساب الكيان العربي المشترك؟

سؤال أخير..

هل من الصدفة أن تتقاطع رغبات أطراف متناقضة – علاء مبارك من جهة، وجماعة الإخوان من جهة أخرى – في خطاب يضعف موقع مصر داخل الجامعة؟ أم أن هناك ما هو أخطر، وما هو مبيّت، في لحظة تعاني فيها المنطقة من ترهل عربي وصعود نفوذ إقليمي غير عربي؟

 

في كل الأحوال، معركة الأمين العام ليست فقط على شخص أو مقر، بل على هوية القيادة العربية… ومصر حتى إشعار آخر، لا تزال قادرة على الإمساك بالبوصلة، إن أرادت.