الأحد، 15 يونيو 202505:18 ص
الرئيسية

لأول مرة في التاريخ.. توقعات بترشيح “المهندس” مصطفى مدبولي للجامعة العربية بدلًا من أبو الغيط

الأحد، 08 يونيو 2025 01:31 مساءً
لأول مرة في التاريخ.. توقعات بترشيح “المهندس” مصطفى مدبولي للجامعة العربية بدلًا من أبو الغيط
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء
15

 

كتب :محمد أبوزيد

في سابقة تاريخية غير مسبوقة منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، انتشرت خلال الساعات الماضية توقعات إعلامية وتسريبات سياسية تشير إلى احتمال ترشيح رئيس الوزراء المصري الحالي الدكتور مصطفى مدبولي لتولي منصب الأمين العام للجامعة خلفًا لأحمد أبو الغيط، الذي يشغل المنصب منذ عام 2016.

ورغم أن مصر، الدولة المضيفة والمقر الدائم للجامعة، كانت دومًا تختار شخصيات دبلوماسية – عادة من وزراء الخارجية السابقين – لتولي هذا المنصب، إلا أن اسم مدبولي يطرح اليوم كاستثناء، بل كسابقة تاريخية، كونه أول شخصية مرشحة من خارج السلك الدبلوماسي التقليدي.

 

الشرارة الأولى مع تغريدة مصطفى بكري

التكهنات اشتعلت بعد تغريدة نشرها الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري على منصة “إكس”، قال فيها:

> “مصر سترشح شخصية مهمة لتولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفًا للسيد أحمد أبو الغيط”.

 

تغريدة قصيرة لكنها فتحت أبواب التأويل على مصراعيها، ودخلت الصحف ومواقع الأخبار في سباق لتحديد هوية هذه الشخصية.

بعض التحليلات رجّحت اسم بدر عبد العاطي، وزير الخارجية الحالي وسفير مصر السابق في ألمانيا، لكن مصادر مطلعة قللت من احتمالية ذلك، معتبرة أن عبد العاطي ما زال في بداية مهامه على رأس الدبلوماسية المصرية، ولن يتم نقله في هذه المرحلة الحساسة.

وبينما تراجعت بورصة الترشيحات التقليدية، خرج اسم مصطفى مدبولي في الساعات الأخيرة بشكل لافت، مدعومًا بتقارير وشائعات تم تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإعلامية الإقليمية.

 

من هو مصطفى مدبولي؟

مصطفى كمال مدبولي، من مواليد 1966، حاصل على دكتوراه في الهندسة المعمارية من جامعة القاهرة، وأكمل دراساته العليا في التخطيط العمراني بألمانيا. قبل أن يتقلد رئاسة الحكومة عام 2018، شغل عدة مناصب مهمة منها

مدير هيئة التخطيط العمراني.

رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.

رئيس وزراء مصر منذ يونيو 2018.

ورغم أن خلفيته علمية وهندسية بالأساس، إلا أنه لعب دورًا محوريًا في عدد من الملفات السياسية الكبرى خلال الفترة الماضية ،وتحولت قبلته قبل شهور من الإشراف على الملف الاقتصادي إلى الإشراف على الملفين معا السياسي والاقتصادي.

 

كل رؤساء الجامعة دبلوماسيين ؟

منذ تأسيس الجامعة، احتفظت مصر بتقليد واضح: ترشيح شخصيات دبلوماسية من طراز رفيع لشغل المنصب، منهم:

1. عبد الرحمن عزام (1945-1952) – طبيب وسياسي، وعضو سابق بمجلس الشيوخ المصري.

2. محمد عبد الخالق حسونة (1952-1972) – دبلوماسي، ووزير خارجية مصر الأسبق.

3. محمود رياض (1972-1979) – وزير خارجية مصر الأسبق.

4. الشاذلي القليبي (من تونس) – الوحيد من خارج مصر، شغل المنصب أثناء نقل الجامعة إلى تونس.

5. عصمت عبد المجيد (1991-2001) – وزير خارجية مصر الأسبق ونائب رئيس الوزراء.

6. عمرو موسى (2001-2011) – أبرز وزراء الخارجية المصريين.

7. نبيل العربي (2011-2016) – قاضٍ ومحكم دولي، ووزير خارجية سابق.

8. أحمد أبو الغيط (2016-2024) – دبلوماسي ووزير خارجية سابق.

 

جميع هؤلاء كانت لهم خلفيات دبلوماسية أو وزارية، ومعظمهم خدموا كوزراء للخارجية قبل تولي المنصب، ما يجعل ترشيح مدبولي، لو تم رسميًا، أول خرق لهذا التقليد الممتد لعقود.

 

تكهنات وتقارير.. ترقب وترصد

في الأيام الأخيرة، تسابقت عدة وسائل إعلام عربية ودولية على تحليل مستقبل الأمانة العامة للجامعة العربية، خاصة مع انتهاء ولاية أحمد أبو الغيط الحالية. وأفادت بعض المصادر أن القاهرة تسعى لتجديد دماء المؤسسة الإقليمية الأهم في العالم العربي، وربما تفكر في خيار سياسي تنفيذي بديل عن الدبلوماسي التقليدي.

وتحدثت تقارير غير مؤكدة أن اختيار مدبولي يأتي في إطار توجّه مصري لتعزيز الطابع التنموي للجامعة العربية، في ظل التحولات الإقليمية الكبرى، والرغبة في التركيز على التكامل الاقتصادي والمشاريع العابرة للحدود.

 

ردود الفعل داخل أروقة الجامعة

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية المصرية أو من الجامعة العربية حول ترشيح مدبولي. كما لم يصدر نفي من مجلس الوزراء المصري، مما ساعد على استمرار تداول الفرضية بقوة.

في المقابل، يرى دبلوماسيون سابقون أن اختيار شخصية غير دبلوماسية لهذا المنصب قد يفتح الباب لتطوير أداء الجامعة، بينما يخشى آخرون من أن يضر ذلك بتقاليد المؤسسة التي تستند إلى خبرات دبلوماسية معقدة وحساسة في ظل تشابك الملفات العربية.

 

ما بين تغريدة مصطفى بكري، والصمت الرسمي، والتقارير الإعلامية المتلاحقة، يظل مصطفى مدبولي اسمًا محتملًا بقوة لخلافة أحمد أبو الغيط، في ما قد يكون أكبر تحول في طبيعة اختيار أمناء جامعة الدول العربية منذ إنشائها.

وفي حال تم الإعلان الرسمي عن ترشيحه، فستكون هذه المرة الأولى التي يتولى فيها رجل تنفيذ ومهندس ومخطط عمراني، لا دبلوماسي أو وزير خارجية، قيادة الجامعة العربية.