الأحد، 15 يونيو 202505:27 ص
الرئيسية

سياسة بوست تنفرد بنشر تفاصيل منصة جديدة استولت على ملايين الجنيهات من جيوب المصريين

الإثنين، 02 يونيو 2025 03:32 مساءً
سياسة بوست تنفرد بنشر تفاصيل منصة جديدة استولت على ملايين الجنيهات من جيوب المصريين
تطبيق هوجي
15

في وقت لم تكد فيه مصر تخرج من صدمة منصة “fbc ” ” الإلكترونية التي نصبت على مئات المواطنين، حتى تفجّرت فضيحة جديدة أكثر دهاءً وشمولًا.

تطبيق بريطاني يُدعى “Huge”، أو كما أُطلق عليه محليًا “هوجي”، استحوذ على عشرات الملايين من الجنيهات من جيوب المصريين، بينهم صحفيون، ومحامون، وأساتذة جامعات، قبل أن يختفي فجأة ويُغلق التطبيق ويهرب القائمون عليه إلى خارج البلاد.

سياسة بوست تنفرد بنشر القصة الكاملة لهذه المنصة التي اتخذت من إنجلترا مركزًا وهميًا، وقدّمت وعودًا زائفة بالثراء السريع، متّبعة أسلوبًا دعائيًا متقنًا يستغل التكنولوجيا والإعلانات الرقمية، ليقع في شراكها مئات المصريين الباحثين عن تحسين دخلهم في ظل أزمة اقتصادية طاحنة.

الحيلة الجديدة.. اربح من مشاهدة الفيديوهات

وفقًا لما علمته “سياسة بوست”، هو تطبيق “Huge” بدأ نشاطه في مصر منذ أكثر من عام ونصف، ونجح في جذب آلاف المشاركين من مختلف الفئات، عبر وعود مغرية بتحقيق أرباح يومية مقابل مشاهدة إعلانات لفيديوهات قصيرة مدتها لا تتجاوز 7 ثوانٍ.

لكن السر كان في “الاشتراك المدفوع” الذي يفتح لك أبواب الثراء، التطبيق اعتمد على نظام مستويات كالتالي:

المستوى الأول: اشتراك قدره 4500 جنيه لمرة واحدة، مقابل ربح يومي ثابت 50 جنيهًا.

المستوى الثاني: 15 ألف جنيه، بداية مستويات الـVIP، ويوفّر أرباحًا يومية تصل إلى 500 جنيه بعد مشاهدة 5 فيديوهات.

المستوى الثالث: 45 ألف جنيه، ويَعِد بأرباح تصل إلى 40 ألف جنيه شهريًا.

وأفاد بعض المستخدمين أن هناك مستويات مغلقة كانت تمنح أرباحًا يومية تتجاوز 100 ألف جنيه، لكنها لم تكن متاحة وكانت موجودة فقط من أجل اصطياد الضحايا وتعميق حلم الثراء الكبير لديهم

الضحايا يتحدثون

يقول “ع.ك.”، أحد الضحايا، لموقع “سياسة بوست”: “اشتركت في المستوى الثالث ودفعت 15 ألف جنيه، وبعدها بأيام قليلة من فضيحة منصة FBC، فوجئنا بإغلاق تطبيق Huge نهائيًا، وضاعت أموالي بالكامل ولم أحصل على مليم واحد”.

أما “م.أ.”، فيروي بحسرة: “اشتركت في التطبيق بمستوى أقل ودُفعت مني 8000 جنيه، وأيضًا سُرقت الأموال بعد الإغلاق المفاجئ”.

المؤسف أن هذه القصة تتكرر مع عشرات المستخدمين، بعضهم قال إنهم حققوا أرباحًا في البداية فشجّعوا غيرهم على الانضمام، قبل أن تتوقف المنصة بشكل مفاجئ وتتبخّر الأموال.

نفس النهج.. نفس الجناة؟

المصادر التي تحدثت إليها “سياسة بوست” كشفت أن القائمين على التطبيق يعيشون في إنجلترا، وربما لهم صلة بشبكات الاحتيال الدولية نفسها التي تقف خلف تطبيق FBC.

وبحسب المعلومات، جاء توقيت اختفاء التطبيق بعد أيام فقط من قضية النصب الكبرى التي قامت بها منصة “إف بي سي” والتي هزت الرأي العام، وتدخلت على إثرها الأجهزة الأمنية وضبطت 13 متهمًا متورطًا، كما أعلنت وزارة الداخلية أن الجناة كانوا يشكّلون عصابة دولية مرتبطة بالخارج.

فتوى من دار الإفتاء

وكانت دار الإفتاء المصرية قد أصدرت بيانًا تحذّر فيه المصريين من الانسياق وراء الإعلانات المضللة والوعود الزائفة بتحقيق الثراء السريع. وأكّدت الدار أن كثيرًا من هذه المنصات تروّج لنفسها تحت ستار “الاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”، لكنها في الواقع تمارس نصبًا واحتيالًا مكشوفًا.

وأشارت الإفتاء إلى أن أي استثمار لا يخضع للرقابة الشرعية والقانونية المقرّة من الدولة يعرّض أموال الناس للخطر، محذّرة من المعاملات التي تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية وتعتمد على الغرر والخداع.

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا توجد أي بيانات رسمية بشأن التحقيق مع منسوبي التطبيق، أو فتح بلاغات ضدهم، ربما لإن عدد كبير من ضحايا تطبيق “هو جي” لم يتقدموا ببلاغات للنيابة العامة

تكشف قصة تطبيق هوجي

عن مدى هشاشة الوعي المالي لدى قطاعات واسعة من المجتمع، وسهولة انخداعها بالشعارات البراقة. وفي ظل صعوبات اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار بشكل كبير ، يبدو أن حلم “الثراء السريع” بات ثغرة تُستغل بوحشية.

فمن FBC إلى Huge، تتكرر ذات المسرحية السوداء، مع اختلاف الأبطال، أما الضحايا فدائمًا هم البسطاء، الباحثون عن أمل وسط ركام الأزمات.

سياسة بوست تواصل تتبّع تفاصيل القضية، وتفتح تحقيقًا في ملف الشركات الإلكترونية المشبوهة، على أن تنشر في وقت لاحق كل التفاصيل الخاصة بقضايا النصب الإلكتروني