الأحد، 15 يونيو 202504:50 ص
اشتباك

السجن 5 سنوات.. بلوجر مصرية تفتح النار على تجار الألعاب الزوجية..«الأزهر» يحرم بيعها ..«القانون» يجرم الإتجار بها ..و«الدولة» تمنع استيردها فكيف وصلت ليد التجار؟ 

الإثنين، 09 يونيو 2025 06:22 مساءً
السجن 5 سنوات.. بلوجر مصرية تفتح النار على تجار الألعاب الزوجية..«الأزهر» يحرم بيعها ..«القانون» يجرم الإتجار بها ..و«الدولة» تمنع استيردها فكيف وصلت ليد التجار؟ 
البلوجر المصرية روان عصام
15

 

ضجت موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، خلال الأيام الماضية بفيديو خاص بالبلوجر روان عصام، تحذر فيه من جروب نسائي، يروج لأفعال محرمة تتعلق بالعلاقات الزوجية كما ويدعوا الفتيات لتجربة سلوكيات منافية للأداب وللدين من باب المتعة والترفية.

وأكدت روان، أن الجروب قد دخلت إليه بالصدفة كما يحدث لمعظم البنات أن تجد نفسها في جروبات خاصة ببيع ملابس المنزل «الهوم وير»، وكذلك ملابس النوم التي تسارع لشراءها الفتيات المقبولين على الزواج، تقول من بين هذه المنشورات وجدت منشور يروج لشراء أدوات غريبة وبقراءه المنشور صدمت أنه ترويج صريح وصارخ للتحول للشذوذ الجنسي، حيث أن الأداة كانت تستخدم لفعل أمر قد حرمه الله عز وجل بين الأزواج.

وشددت البلوجر المعروفة أن صاحبة الجروب لم تكتفي بذلك بل كانت تؤكد للفتيات أنه حلال وقد تم إجازته من قبل دار الإفتاء والأزهر الشريف، معللة أنه لا يسبب الأمراض فتسقط عنه الحرمانية، بل والاسوأ من ذلك ما كشفته روان من أفعال غريبه تحدث داخل هذا الجروب، مؤكده أن هذا الجروب يشجع الفتيات على الوقوع فيما حرم الله واستباحة الحرام كما تشجع المراهقات على فقد عزريتهم، من خلال توفير لهم غشاء البكارة المستورد مؤكدة لهم أنه رائع وقد تم تجربته من قبل بعض الفتيات في انتهاك واضح لسمعة بعض الفتيات وتعرض الأخريات للوقوع في «مصيبه» كما وصفتها البلوجر روان عصام.

واختتمت عصام حديثها مناشدة الأهالى بضرورة متابعة بناتهم، ومصارحتهم وتوعيتهم لما قد يتعرضون له من هذه السلوكيات الشاذة على مواقع التواصل الاجتماعي ، حفاظا عليهم وصونا لهم من الوقوع في مثل هذه الأفعال الشنيعة التي تنافي الفطرة السليمة السلوكيات الكريمة وتعاليم ديننا الحنيف.

• حكم الدين من هذه الألعاب والدخول لهذه الجروبات

وفي هذا الشأن صرح الدكتور فتحي عثمان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، قائلا: «ماكان الحياء في شئ إلا زانه، والمرأة في الإسلام لابد أن تكون حيية، غير أن ذلك لا يعني أن كل ماتفعله الزوجة لزوجها حلال شرعي إلا في الأمور التي جاء فيها نصا يحرم ذلك من الله عز وجل، سواء كان في الحيض أو إتيان المرأة من دبرها، غير ذلك لها أن تتزين له ولها أن تلبس له، إلا أن الأمر العجيب هنا وجود مثل هذه الجروبات في مجتمعنا، فالبنت بطبيعتها مجبولة ومنشئه على الحياء، والمرأة عندنا في الإسلام تولد ومعها مائة جزء من الحياء، حتى أن تزوجت ودخل بها زوجها كما قال الله عز وجل «وقد أفضى بعضكم إلى بعض»، فقدت 1 من مائة من الحياء، وبقى معاها 99 جزء من الحياء.

وأكد عضو هيئة كبار العلماء، لسياسة بوست، أن هذه الجروبات التي يفتحها الفتيات ويتحدثون فيها عن أمور زوجية هى من الأساس حرام شرعا، قائلا:” لا يجوز أن يكون هناك جروبات خاصة بالمتزوجات والمتزوجين، ويتم فيها ترويج أدوات خاصة بالمتزوجات ويحلون ذاك ويحرمون ذاك”.

وشدد عثمان أن على الفتيات العلم أن عورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل، فعورة الرجل مع الرجل ما بين سرته وركبته وكذلك عورة المرأة مع المرأة، مؤكدًا أنه لا يجوز شرعًا إنشاء مثل هذه الجروبات أو الإنضمام لها كونها تعين وتساعد على إضعاف سمة الحياء عند المرأة ولا سما الفتيات الصغيرات، فلا يجوز أبدًا هذه الجروبات التي تساعد على التحلل من القيم والأخلاق الفاضلة التي أوصانا بها ديننا الحنيف.

وكان قد صرح مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، علي جمعة أن هذه الظاهرة انتشرت ووصلت إلينا عبر المواصلات والاتصالات والتقنيات الحديثة، مؤكدًا أنها محرمة شرعًا، فلا يجوز استعمال مثل هذه الألعاب لأن ديننا يأمرنا بالعفاف، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

• مخاطر جثيمة.. أثر هذه الألعاب على نفسية الفتيات

كما وأكدت الدكتورة صالحة إبراهيم، أستاذ علم النفس والاجتماع، أن المراهقون في وقتنا الحاضر أصبحوا يتعرضون لقدراً من المواد الجنسية أكبر بكثير مما يدركه الآباء والأمهات، مما يشعرهم بالإرتباك أو القلق ويؤثر على نموهم الجنسي وتقديرهم لذاتهم.

وتابعت أستاذ علم النفس والاجتماع، في تصريح خاص لـ«سياسة بوست»، أن المواد الإباحية التي يتم عرضها على الإنترنت أصبحت موجودة ومنتشرة بشكل فاضح، سواء عن قصد أو من باب الصدفة كالأعلانات التي يتم مشاهدتها بداخل ألعاب الأطفال، وأشارت إلى مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، مؤخراً للكاتبة ماغي جونز، أن مثل هذه الألعاب اصبح يروج لها بشكل فج والتي كانت مفاجئة للكثير من الآباء والأمهات، الذين ربما يتصورون المواد الإباحية على أنها مجرد صفحة لصورة عارية تتوسط المجلة، متابعة:” نحن نعلم المدى الذي وصل إليه انتشار مثل هذه المواد الإباحية العنيفة والمهينة والكارهة للنساء، بالإضافة إلى تأثيرات ذلك على الصحة العاطفية والبدنية والعقلية للشباب الصغير.

وقالت الدكتور صالحة إن الجروبات التي تبيع الألعاب الزوجية وغيرها من الأشياء المتعلقة بالعلاقة الزوجية، من« الأدوات الج*سية»، بلا شك يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المراهقين، خاصة إذا كان يسهل الوصول إليها من خلال هذه الجروبات التي يتم فيها عمليه البيع بشكل سرى بلا شك، ويتم الترويج له بشكل غير مسؤول، من قبل المسؤولين على الجروب، ويمكن أن يؤدي إلى مخاطر جثيمة على الأطفال والمراهقات في هذا السن المبكر للإطلاع على مثل هذه الأمور، مما يزيد من خطر دخول المراهقات في تجارب خطرة، وقد يصل بهم الأمر إلى أكثر من ذلك، فضلًا عن إنشاء جيل جديد يعاني من تدهور احترام الذات، ومشاكل في العلاقات، وتدهور الصحة الجنسية والإنجابية لديهم.

• يمنع استيردها ..عقوبات تصل لـ5 سنوات سجن لمروجي هذه الألعاب

وصرح المستشار القانوني، أيمن بهجت، أن الجروبات و اعلانات التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفه، ولا سما الفيسبوك، والتي تعلن عن حلول سحريه لأي فتاه صغيرة تبحث عن إكتشاف هذا العالم، أصبحت كارثة كبرى تهدد مجتمعنا، ومن بين هذه الكوارث هي إتاحة بيع وشراء الألعاب الج*سية لهم بسرية كاملة، تقنعهم تلك الجروبات والاعلانات بلاستغناء عن الزواج التقليدي ومشاكله التي يمكن أن تقع، بل وتطمئن من وقعت منهم في إثم أو خطيئة، بوجود حلولا مجربة وآمنه تتمثل في توفير غشاء البكارة لهن، والعكس صحيح لدى الشباب أيضا، مستغلين عزوف الشباب عن الزواج بسبب غلاء الأسعار وصعوبة الزواج، ولا ننسى أن للمرأة المتزوجة النصيب الأكبر في تلك الإعلانات.

وتابع محفوظه في تصريح خاص لسياسة بوست، أن تلك الاعلانات ليس هدفها الرئيسي هو الربح، ولكن هناك مخطط يستهدف القيم المجتمعية في بلدنا العربية، وأرى أنها مؤامرة مقصودة لمحاولة نشر المثلية الج*سية، كل تلك الأهداف الشيطانية تتحقق بالعديد من الطرق لتحقيق الهدف الرئيسي وهو نشر الفسق والفجور وهدم القيم الأسرية من خلال هدم الخلية الأولى في المجتمع وهي الأسرة.

وأضاف المستشار القانوني، القانون لم يقف مكتوف الأيدي أمام مثل تلك التصرفات وإنما واجهها طبقا لنصوص قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية رقم 175 سنه 2018 وقانون الاتصالات رقم في مواد كثيرة توضح أن إساء استعمال الإنترنت وتعمد الإزعاج بنشر مثل تلك الإعلانات بشكل مكثف كما واجه قانون مكافحة جرائم الآداب رقم 10 سنه 1961 مثل تلك الجرائم كما واجه قانون العقوبات في مواد كثيرة مثل تلك الأفعال الإجرامية المخزية والعقوبات تصل إلى الحبس لمدة 5 سنوات، والخضوع للمراقبة الشرطية لمدة مماثلة للحكم حد أكثر 5 سنوات.

وتابع علينا أن نعلم أن تلك الألعاب الصناعية هدفها خراب البيوت وتغير السلوك الإنساني الفطري إلى سلوك أحادي يفقد فيه المواطن كل قيم الحب والعمل والمواطنة لبناء أسرة سعيدة، وفي ضوء ذلك كيف تستقيم الحياه الزوجية بين الرجل والمرأة وكل منهما لدية البديل الذي من الممكن به أن يستغني عن الآخر ولكن السؤال الأهم كيف تسربت تلك الألعاب الى داخل البلد، رغم أنه محظور إستيرادها؟ ، وهذا ما سنبحث عنه ونناشد الجهات المختصة بضرورة التحرك لمكافحة كل مصادر الفساد من خلال رقابة مشددة على السلع المستوردة أو المصنعة محليا من خلال حملات رقابية تهدف إلى منع تلك الأشياء الخطرة التي تعد للهدف منها تدمير المجتمع بالكامل من الداخل.