السجائر الإلكترونية تقتل، دراسة مُثيرة تشعل الجدل من جديد!

هل السجائر الإلكترونية تضاهي السجائر التقليدية في الخطورة؟ دراسة مثيرة للجدل تثير الجدل العلمي
السجائر الإلكترونية تحت المجهر: ما مدى خطورتها على القلب والأوعية الدموية؟
انتشرت مؤخرًا عدة دراسات تربط بين السجائر الإلكترونية وأمراض القلب، في محاولات للمساواة بينها وبين السجائر التقليدية من حيث المخاطر الصحية. من أبرز هذه الدراسات، التحليل التلوي الذي أجراه البروفيسور ستانتون جلانتز (Stanton Glantz)، أحد أبرز المعارضين لاستخدام السجائر الإلكترونية كبديل للتدخين.

لكن السؤال المطروح: هل اعتمدت هذه الدراسة على أسس علمية دقيقة؟ أم أنها تجاهلت معايير البحث العلمي الموضوعي؟

منهجية مثيرة للشك: تحليل تلوي قائم على دراسات مقطعية

استند جلانتز في دراسته إلى تحليل بيانات 107 دراسة، من بينها 94 دراسة مقطعية. أي أنها لا تأخذ بعين الاعتبار التسلسل الزمني للأمراض، مما يُضعف القدرة على إثبات العلاقة السببية بين استخدام السجائر الإلكترونية والإصابة بـ أمراض القلب أو السكتات الدماغية أو اضطرابات التمثيل الغذائي.

الأخطر من ذلك، أن بعض المشاركين تم تصنيفهم كمستخدمين حصريين للسجائر الإلكترونية، رغم أنهم أقلعوا عن التدخين التقليدي قبل أيام فقط من إجراء الدراسة، وهو ما يخلط الآثار الناتجة عن كل منهما.

خلط في تصنيف الأمراض والمستخدمين

خلطت الدراسات بين أمراض بسيطة مثل الأنفلونزا، وحالات خطيرة مثل الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، دون تمييز واضح بين التشخيصات المؤكدة والتقارير الذاتية للمشاركين. كما لم تحدد ما إذا كان المستخدمون قد استعملوا سوائل تحتوي على النيكوتين أو مشتقات THC، وهي نقطة جوهرية خصوصًا في ظل أزمة EVALI الشهيرة عام 2019.

انتقادات واسعة: غياب المصداقية العلمية

واجهت الدراسة موجة من الانتقادات من كبار الباحثين. وصفها البروفيسور براد رودو (Brad Rodu) بأنها “غير موثوقة”، فيما أكدت الباحثة جيمي هارتمان-بويس من منظمة Cochrane أن تصنيف الدراسة باستخدام معيار GRADE كان مضللًا، لأن أغلب البيانات كانت رصدية، وبالتالي يجب تصنيفها بمستوى “ثقة منخفض” لا “متوسط أو عالٍ” كما زُعم.

دراسة قد تُضلل السياسات العامة والصحة العامة

في الوقت الذي تؤكد فيه دراسات منهجية أخرى أن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من التدخين التقليدي، فإن هذا النوع من التحليلات المربكة قد يعرقل جهود التحول إلى بدائل أقل ضررًا، ويخلق ارتباكًا لدى المستهلكين وصنّاع القرار على حد سواء.

خلاصة: الالتزام بالعلم وليس الأيديولوجيا

في موقع Vaping Post، نؤمن بأن تقييم مخاطر السجائر الإلكترونية يجب أن يتم وفق المنهج العلمي الصارم، لا عبر أبحاث تفتقر إلى الدقة أو تُسيّس لخدمة أجندات محددة. فالتقدم في مجال الحد من أضرار التدخين لا يحتمل التلاعب، لأن صحة الإنسان على المحك.