
اصطحبني صديقي العزيز والصحفي الموهوب محمد ابو زيد لمدينة “الواسطى” بمحافظة بني سويف لتخليص بعض الأمور الشخصية في هذه المدينة وكانت فرصة للتعرف على بني سويف التي لم ازرها من قبل، تناولنا الفطار سويا وشربت فنجان قهوة مع حجر سلوم وهو مااعتادت عليه يوميا .
انطلق محمد بالسيارة وتبادلنا الحديث وفي الطريق بدأ يظهر هرم من بعيد في قلب الصحراء ، وسريعا قال محمد عارف ده ايه يا استاذ قلت له اعتقد هرم ميدوم ، وفي لحظات قلت لمحمد اقفل النوافذ سريعا رائحة نتنة وغريبة ومقالب زبالة في كل مكان على امتداد منطقة الهرم في شكل غريب ومزعج ورائحة لايتحملها بشر ولا جن كيف لهذا التاريخ أن يهان بهذا المنظر .
أين وزارة السياحة، وأين محافظ بني سويف، وللعلم “هرم ميدوم”.. ذلك البناء الضخم القابع في قلب صحراء محافظة بني سويف، والذي لم يتوصل العلماء حتي اليوم إلي حقيقة تصميمه ، وماذا كان يفكر الملك “سنفرو” مؤسس الأسرة الرابعة، والذي لُقب بـ”أعظم البنائين المصريين”، حينما وقع اختياره علي هذا التصميم، وهل تم بنائه بهذا الشكل، أم أنه كان هرم كامل قبل أن يحدث له انهيار جزئي، وهل شكل التصميم الذي أراده الملك أم هو مجرد خطأ حدث أثناء البناء أم نتيجة زلزال اصاب المنطقة ، لذلك يري المؤرخون أن هرم ميدوم سيظل لغز الدولة الفرعونية القديمة.
أرى أن هذه المنطقة فرصة رائعة للاستثمار السياحي، لابد أن يتم تطويرها فورا وانقاذها من مقالب الزبالة وان يحاسب كل مسئول أهمل في عمله إلى أن تحولت لهذا الشكل القذر والمشين .
رسالتي إلى وزارة السياحة والقائمين عليها لاتتركوا تاريخنا يدنس ويهان ،فهناك دول تصنع تاريخا من مباني زجاجية ويزورها ملايين السياح ونحن نملك التاريخ وللأسف لانهتم أرجو أن تصل استغاثتي للمسئولين وانقاذ هرم ميدوم العظيم .