
اتهمت جمهورية التشيك، يوم الأربعاء، الصين بالوقوف وراء هجمات إلكترونية خبيثة استهدفت شبكات غير سرية تابعة لوزارة الخارجية التشيكية. ويأتي هذا الاتهام في ظل تصاعد التوترات بين بكين وعدة عواصم أوروبية وغربية بشأن قضايا الأمن السيبراني والتهديدات الرقمية.
وصرح وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي، عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، قائلاً:
“قمت باستدعاء السفير الصيني لإبلاغه بأن هذه الأنشطة الإلكترونية العدائية سيكون لها عواقب خطيرة على العلاقات الثنائية بين التشيك والصين”.
الناتو والاتحاد الأوروبي يدعمان التشيك في مواجهة الهجمات السيبرانية
في سياق متصل، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، عن دعم الحلف الكامل لجمهورية التشيك، في حين أصدرت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بياناً أكدت فيه تضامن دول الاتحاد مع براغ، ضد ما وصفته بـ “الهجمات الإلكترونية الخبيثة”.
وأضاف الاتحاد الأوروبي أن الهجمات السيبرانية المدعومة من الصين باتت تمثل تهديداً متزايداً لأمن دول الاتحاد، مشدداً على ضرورة أن تبذل بكين مزيداً من الجهود لمنع هذه الأنشطة الضارة.
وأكدت كالاس:
“الاتحاد الأوروبي يدين بشدة هذه الأنشطة الإلكترونية الخبيثة، التي تنتهك المعايير الدولية لسلوك الدول في الفضاء السيبراني. يجب على جميع الدول، بما في ذلك الصين، منع استخدام أراضيها كمنصة لانطلاق الهجمات السيبرانية”.
الاتحاد الأوروبي يلوّح باتخاذ إجراءات ضد التهديدات الإلكترونية
في ظل تنامي التهديدات الإلكترونية، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يحتفظ بحقه في اتخاذ تدابير إضافية لردع أو مواجهة الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية والمصالح الحيوية لدوله الأعضاء.
وأضافت أن على الصين الالتزام بمسؤولياتها الدولية في هذا المجال، مشيرة إلى أن السلوك العدواني في الفضاء الرقمي “لن يمر دون رد”.
تصاعد الاتهامات المتبادلة بين الصين والغرب في ملف الأمن السيبراني
تأتي هذه التطورات وسط تبادل متواصل للاتهامات بين الصين والولايات المتحدة ودول غربية أخرى حول التجسس الإلكتروني والهجمات السيبرانية. ففي أبريل الماضي، اتهمت الشرطة الصينية في هاربين وكالة الأمن القومي الأميركية بشن هجمات إلكترونية متطورة استهدفت قطاعات استراتيجية، بالتزامن مع دورة الألعاب الآسيوية الشتوية.
وردّت وزارة الخارجية الصينية باتهام واشنطن بتنفيذ “أنشطة إلكترونية خبيثة”، مؤكدة أن بكين ستتخذ “كل الإجراءات الضرورية لحماية الأمن السيبراني الصيني”.
قراصنة صينيون متهمون بالتجسس على مؤسسات غربية
وفي مارس الماضي، أعلنت الولايات المتحدة اتهام قراصنة صينيين مدعومين من الدولة باستهداف مؤسسات أمنية وحكومية، من بينها وكالة استخبارات الدفاع ووزارة التجارة الأميركية، إضافة إلى وزارات خارجية في دول مثل تايوان، كوريا الجنوبية، الهند، وإندونيسيا.
من جهتها، تنفي الصين أي تورط في عمليات تجسس إلكتروني خارجية، متهمة الغرب بـ “نشر معلومات مضللة لتشويه صورتها على الساحة الدولية”.
للاطلاع على المزيد:
بوتين يشترط وقف توسع الناتو ورفع العقوبات مقابل إنهاء الحرب في أوكرانيا
الأونروا تُحذر: معاناة غزة تفوق خيال البشر.. والطعام يتعفن على الحدود