
تُعد سميحة أيوب واحدة من أعظم نجمات الفن العربي، وصاحبة لقب “سيدة المسرح العربي”. وُلدت في 8 مارس 1932 بحي شبرا العريق في القاهرة، وشقت طريقها في عالم الفن متحديةً التقاليد والعوائق الاجتماعية، لتصبح أيقونة مسرحية وسينمائية استمرت أكثر من 73 عامًا، ونجحت خلالها في أن تخلّد اسمها في ذاكرة الفن العربي، حتى وفاتها في 1 يونيو 2025 عن عمر ناهز 93 عامًا.
نشأة متواضعة وبداية متمردة
نشأت سميحة في أسرة تقليدية صارمة، وكانت الطفلة الوسطى بين إخوتها. تلقت تعليمها في مدرسة للراهبات، وهناك بدأت بوادر حبها للفن والمسرح. وبالرغم من معارضة والدها، التحقت سرًا بـ المعهد العالي للفنون المسرحية، لتدرس على يد زكي طليمات، أحد رواد المسرح المصري.

سميحة أيوب والسرطان.. المعركة الصامتة
في الثمانينيات، تلقت سميحة أيوب واحدًا من أصعب الأخبار في حياتها: إصابتها بمرض السرطان. لم تُعلن عن مرضها حينها، وقررت أن تخوض المعركة في صمتٍ وكبرياء. خضعت لجلسات علاجية في فرنسا ومصر، وكانت تخفي معاناتها حتى عن أقرب المقربين.
ورغم قسوة المرض، لم تتوقف عن حضور المسرح أو تصوير أعمالها. كانت تذهب من جلسات العلاج إلى البروفات، وصرّحت لاحقًا في إحدى المقابلات:
“السرطان لم يكن عدوًا بالنسبة لي، بل اختبارًا لإرادتي. وأنا لا أخسر أمام أي اختبار.”
وبالفعل، انتصرت على المرض، وعادت إلى جمهورها أكثر إشراقًا، لتصبح رمزًا حقيقيًا للصمود والإصرار.

العودة إلى المسرح بعد الشفاء
بعد التغلب على السرطان، عادت سميحة أيوب إلى المسرح بقوة، وشاركت في أعمال مميزة أكدت أن الموهبة لا تخبو، بل تزداد نضجًا بعد الألم. كما تولت إدارة المسرح القومي، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب الرفيع.