الاثنين، 20 أكتوبر 202502:19 م
آراء حرة

حسام حسن يكتب: محاربة الفقر والهجرة غير الشرعية في أسيوط عبر دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر

الثلاثاء، 21 يناير 2025 11:53 مساءً
حسام حسن يكتب: محاربة الفقر والهجرة غير الشرعية في أسيوط عبر دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر
حسام حسن – أمين تنظيم حزب العدل
15

تعتبر ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من الركائز الأساسية التي يمكن أن تدعم التنمية الاقتصادية في محافظة أسيوط، خصوصًا في المناطق الريفية التي تعاني من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مما يدفع كثيرًا من الشباب إلى الهجرة غير الشرعية بحثًا عن فرص أفضل. ومع توافر موارد طبيعية وزراعية متميزة في أسيوط، يأتي دعم المشروعات الصغيرة كفرصة لتحقيق تنمية مستدامة ورفع المستوى المعيشي لأهل المحافظة، وذلك من خلال ربط هذه المشروعات بالإنتاج الزراعي المحلي، الذي يُعد عماد الاقتصاد في المحافظة .

و تشتهر أسيوط بزراعة محاصيل متنوعة تشتمل على القمح والذرة، والفواكه مثل الرمان والمانجو، إضافة إلى النباتات العطرية كالريحان والينسون و هذا التنوع الزراعي يوفر فرصًا متعددة لتطوير صناعات صغيرة تعتمد على التصنيع الزراعي، مما يعزز من قيمة هذه المحاصيل ويوفر فرص عمل جديدة لأبناء المحافظةو يمكن لمثل هذه المشروعات أن تلعب دورًا حيويًا في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال تحويل المحاصيل الخام إلى منتجات مصنعة ذات قيمة مضافة، تُسهم في تحسين دخل الأسر الريفية وتحقيق أرباح جيدة.

نماذج لمشروعات صغيرة ومتناهية الصغر ترتبط بالزراعة

تتمتع أسيوط بموارد زراعية غنية، ويمكن استغلال هذه الموارد لإطلاق مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، تسهم في رفع القيمة المضافة للمحاصيل، وتحقيق عوائد اقتصادية للمزارعين والعاملين فيها

ولقد تعدد الحديث في اروقة المحافظة ومؤسساتها الحكومية عن هذه المشروعات دون اتخاذ خطوات جادة علي الرغم من ادراج المحافظة في برنامج التنميه المحلية في صعيد مصر واستفادتها من العديد من المنح والقروض الميسرة والتي تهدف في الأساس الي تمكين الشباب وزيادة فرصة العمل من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وربطها بالإنتاج الزراعي
وتم طرح العديد من النماذج نلخصها فيما يلي

استخلاص الزيوت العطرية من النباتات العطرية المزروعة في أسيوط، مثل الريحان والينسون، توفر فرصة مثالية لإقامة مشروعات استخلاص الزيوت العطرية وتعبئتها ويمكن إنشاء ورش أو مصانع صغيرة لاستخلاص هذه الزيوت عبر عملية التقطير، وتعبئتها في زجاجات صغيرة لتسويقها محليًا وتصديرها للخارج حيث يلقى زيت الريحان وزيت الينسون طلبًا واسعًا، سواء في صناعة العطور أو في صناعة مستحضرات التجميل الطبيعية، ويُعد مشروع استخراج الزيوت العطرية من المشاريع ذات التكلفة المنخفضة والعائد المرتفع، حيث يمكن للورشة او المصانع الصغيرةأن توفر عشرات فرص العمل للمزارعين .

تجفيف الفواكه مثل الرمان والمانجو حيث تُعد عملية تجفيف الفواكه وتعبئتها من المشاريع الواعدة التي تحقق ربحًا مجزيًا، نظرًا للإقبال الكبير على الفواكه المجففة في السوق المحلي والدولي. و يمكن لمزارعي الرمان والمانجو في أسيوط أن يستفيدوا من محاصيلهم الموسمية عبر تجفيف الفواكه وتحويلها إلى منتجات قابلة للحفظ لفترات أطول، ثم تسويقها محليًا أو تصديرها ويمكن للمشروع أن يُنفذ بتكلفة معقولة من خلال معدات بسيطة، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب.
تصنيع عصائر الفواكه الطبيعية في بالنظر إلى وفرة محاصيل الرمان والمانجو في أسيوط، يمكن تأسيس ورش أو معامل صغيرة لتصنيع عصائر طبيعية من هذه الفواكه وتعبئتها في عبوات ملائمة للاستهلاك المحليي و يُعد هذا المشروع من المشاريع التي تتماشى مع الطلب المتزايد على المنتجات الصحية والطبيعية، إذ يمكن إنتاج عصائر طبيعية خالية من المواد الحافظة وتوزيعها في الأسواق المحلية، مما يفتح فرصًا اقتصادية مجزية، ويوفر وظائف للشباب من خلال العمل في التصنيع والتعبئة والتوزيع.
طحن وتعبئة الحبوب فزراعة القمح والذرة شائعة في أسيوط، ويمكن لمشروع صغير لطحن الحبوب وتعبئتها أن يلبي احتياجات محلية من الدقيق، سواء للأسر أو للمخابز الصغيرة في القرى. إنشاء ورشة صغيرة لطحن القمح وتعبئته قد يحقق أرباحًا مستمرة نظرًا للإقبال الواسع على الدقيق ومشتقاته، كما يوفر فرص عمل متعددة، ويتيح للأسر الاعتماد على منتجات محلية ذات جودة عالية.
إنتاج الأعلاف الحيوانيةوًتعتبر مخلفات الذرة والقمح مواد أولية ممتازة لإنتاج الأعلاف الحيوانية، ويمكن للمزارعين إقامة مشروعات صغيرة تعتمد على إعادة تدوير هذه المخلفات وتصنيع الأعلاف، لتوفير احتياجات الثروة الحيوانية في القرى. وتساهم هذه المشروعات في خفض تكلفة الأعلاف للمربين، وتخلق فرص عمل إضافية في المناطق القروية، مما يساهم في تحسين الدخل ويعزز الاقتصاد المحلي.

ماذا لو حدث أهتمام حقيقي بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في أسيوط.. وما الآثر الاقتصادي والاجتماعي المتوقع ؟

سوف تساهم المشروعات الصغيرة بشكل مباشر في توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، مما يساعد في تقليل نسب البطالة، ويسهم في تحسين الدخل ومستوى المعيشة. وقد أظهرت الإحصاءات أن معدل الفقر في أسيوط يتجاوز 66%، وهو من أعلى المعدلات في مصر، مما يؤكد أهمية دعم هذه المشروعات للحد من الفقر في المجتمع. كما أن توفير فرص عمل محلية يسهم في تقليل الحاجة إلى الهجرة غير الشرعية، حيث يضطر العديد من الشباب إلى المخاطرة بحياتهم بحثًا عن فرص معيشية أفضل خارج مصر.

تشير الدراسات إلى أن المشروعات الصغيرة تساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي للدول النامية، حيث تمثل نحو 80% من الناتج في كثير من الأحيان، كما تشكل هذه المشروعات نسبة كبيرة من فرص العمل المتاحة في الريف. إذا تم دعم وتنفيذ هذه المشروعات بشكل فعّال، يمكن لكل مشروع صغير أن يوفر نحو خمس فرص عمل مباشرة، إضافة إلى عدد كبير من الفرص غير المباشرة المرتبطة بسلسلة الإنتاج، سواء في النقل، أو التعبئة، أو التسويق.

في النهاية يحتاج الشباب في أسيوط إلى دعم مالي وفني لتحقيق هذه الأفكار وتحويلها إلى مشروعات ناجحة. تقدم الحكومة عبر مبادرات مثل “مشروعك” و”جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة” قروضًا ميسرة وبرامج تدريبية للشباب، تساعدهم على بدء مشروعاتهم وإدارتها بفعالية لأني اعتقد انها لاتصل بشكل جيد اليي الشباب في القري والنجوع رغم ما يبذل من جهود وهو مايحتاج للدراسة كذلك، يجب اعادة النظر البي برنامج التنمية المحلية في صعيد مصر وما أتيح من خلاله وإعادة النظر في طرق استغلاله وتحقيق الاستفادة القصوى منه ، كما أن علي المجتمع المدني دورًا مهمًا في تقديم التدريب والتوجيه للشباب، من خلال برامج تهدف إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وتزويدهم بالمهارات الإدارية والتسويقية التي تضمن استدامة مشروعاتهم ونجاحها.