الأربعاء، 15 أكتوبر 202503:59 م
آراء حرة

أحمد إدريس يكتب: «جدّد مفاهيمك».. مشروع وطني لبناء وعي جديد

السبت، 11 أكتوبر 2025 01:46 مساءً
أحمد إدريس يكتب: «جدّد مفاهيمك».. مشروع وطني لبناء وعي جديد
د. أحمد إدريس – نائب رئيس حزب الحرية المصري
15

تأتي مبادرة وزارة الأوقاف المصرية «جدّد مفاهيمك» لتؤكد أن تجديد الخطاب الديني ليس قضية وعظية أو فكرية فحسب، بل قضية أمن وطني تمس وعي المجتمع واستقراره.
فالمعركة اليوم لم تعد فقط في ميادين القتال، بل في ميادين العقول، حيث تحاول قوى التطرف أن تعبث بالمفاهيم والقيم، وتُشوّه الصورة المشرقة للدين والوطن معًا.

إن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمضي في مشروع شامل لبناء الإنسان المصري ورفع وعيه، وتأتي مبادرة «جدّد مفاهيمك» كجزء أصيل من هذا المشروع، تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، وترسيخ الفكر الوسطي الذي يجمع ولا يفرّق، ويبني ولا يهدم.

لكن نجاح هذه المبادرة لن يكتمل إلا بتكامل الأدوار، وهنا يبرز دور الأحزاب السياسية الوطنية كأحد أعمدة الوعي في المجتمع.
فالأحزاب ليست مجرد كيانات انتخابية، بل مؤسسات لتأهيل المواطن فكريًا وسياسيًا، وتحويل الخطاب الديني المتجدد إلى وعي مجتمعي حيّ يتفاعل مع الناس في الشارع والقرية والجامعة.

يمكن للأحزاب أن تكون شريكًا فعّالًا في هذا المسار من خلال:

تنظيم ندوات وحوارات تشرح معنى التجديد في الدين والسياسة معًا.

دعم الخطاب المعتدل الذي يربط بين القيم الدينية والانتماء الوطني.

تقديم نماذج عملية في التعايش، واحترام التنوع، ونبذ الفكر الإقصائي.

ولعل من أهم ركائز هذا الدور هو تمكين الشباب والمرأة في مسيرة تجديد الوعي، فهم الطاقة الحقيقية للمجتمع المصري، وقاطرة مستقبله.
فالشباب بما يملكه من فكر متجدد وحماس وطني، قادر على حمل رسالة التنوير إلى مجتمعه وأقرانه، والمرأة المصرية بما تمثله من حكمة وتأثير في بيتها وبيئتها وموقعها العام، هي الركيزة الأساسية لنشر ثقافة الاعتدال والتسامح في المجتمع.

إن مبادرة «جدّد مفاهيمك» تفتح الباب أمام تحالف وطني للوعي، يضم مؤسسات الدولة والأزهر والأوقاف والأحزاب والإعلام، ويضع في قلبه الشباب والمرأة كصناع للتغيير الحقيقي، لإطلاق حركة فكرية جديدة تواكب العصر وتحافظ على الثوابت.

فالتجديد الحقيقي لا يعني المساس بالثوابت، بل إحياء العقل المصري في أبهى صوره؛ عقلٌ مؤمن، واعٍ، منفتح، يعرف دينه، ويدرك مسؤولياته تجاه وطنه.

إننا بحاجة اليوم إلى أن تتحول هذه المبادرة من مشروع توعوي إلى ثقافة وطنية مستمرة، تدعمها الأحزاب بكل أدواتها الفكرية والسياسية، ليظل الوطن قويًا بشبابه، معتزًا بنسائه، ومتماسكًا بوعيه وهويته الوطنية الراسخة.