الأحد، 26 أكتوبر 202508:08 م
آراء حرة

إبراهيم خالد يكتب: «أرمنت» أرض الفرص الضائعة أم مشروع التنمية القادم؟

الخميس، 21 أغسطس 2025 04:30 مساءً
إبراهيم خالد يكتب: «أرمنت» أرض الفرص الضائعة أم مشروع التنمية القادم؟
إبراهيم خالد
15

منطقة غرب الأقصر الممتدة من أقصى جنوب مدينة أرمنت الوابورات حتى منطقة الـ 14 ، تعد واحدة من أكبر المساحات السكانية والزراعية في جنوب مصر. ورغم هذه الإمكانات، يعيش أهلها واقعًا اقتصاديًا صعبًا، تتسم ملامحه بالركود وضعف الاستثمار.

من يمر بهذه المنطقة يدرك حجم الأزمة، مشروعات متناهية الصغر لا تتعدى أصابع اليدين، مزارع إنتاج حيواني قليلة، والحرف اليدوية تكاد تختفي. أما المصانع الكبيرة، فهي غائبة تمامًا، وكذلك الأسواق المركزية التي تضخ السيولة وتحرك عجلة التجارة.

أموال مجمدة وطموحات محدودة

الشباب يطارد حلم السفر أو شراء سيارة بالتقسيط، بينما يكتفي أصحاب الأموال بتجميد مدخراتهم في بيوت غير مكتملة أو أراضٍ مهجورة بلا استثمار. النتيجة واضحة، لا يوجد مليونير أو ملياردير حقيقي في هذه المنطقة، رغم ما تملكه من أرض وبشر وفرص.

إذا قارنا هذا الواقع بما يحدث في الدلتا، نجد الفارق هائلًا. هناك تتحرك مليارات الجنيهات يوميًا بين الزراعة والصناعة والتجارة. في كفر الشيخ، حوّلت مشروعات الاستزراع السمكي المحافظة إلى مركز اقتصادي قوي. في الغربية والمنوفية، مصانع الألبان والصناعات الزراعية خلقت آلاف الوظائف. لماذا؟ لأن هناك رؤية واستثمارًا حقيقيًا، بينما غرب الأقصر ينتظر الفرج بلا خطة واضحة.

المشكلة ليست في الأرض ولا في الناس، بل في غياب التنظيم الاقتصادي وضعف ثقافة الاستثمار الإنتاجي. الأموال مجمدة في العقارات بدلًا من ضخها في مشروعات مربحة، ورأس المال يهرب إلى خارج المنطقة، والسيولة ضعيفة.

الحلول الممكنة تتركز في إنشاء مجمعات صناعية صغيرة للصناعات الزراعية والحرفية، على غرار ما أُنجز في قنا وأسيوط.

تأسيس صندوق استثماري محلي يجمع أموال أبناء المنطقة ويوجهها لمشروعات إنتاجية.

بناء سوق جملة مركزي ينعش الحركة التجارية ويضخ السيولة.

إحياء الصناعات التراثية مثل الخزف والنسيج لتوفير فرص عمل وتنشيط السياحة.

إقامة مشروعات زراعية حديثة بنظم ري متطورة وتسويق جماعي.

الترويج للمنطقة كمركز استثماري من خلال تقديم حوافز وتسهيلات لجذب المستثمرين.

رسالتي إلى ابناء المنطقة، لا تنتظروا أن يأتي الحل من الخارج. الأموال النائمة في الطوب والأراضي لن تصنع مستقبلًا، لكن مشروعًا صغيرًا اليوم قد يصبح مصنعًا غدًا. التغيير يبدأ منكم، قبل أن يبدأ من الحكومة.