لحظات قاسية يعيشها لبنان وتحديدا المناطق الجنوبية حيث معقل حزب الله، الذي تعرض لهجمة هي الأعنف في تاريخه بعد أن تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من تصفية القيادة العليا للحزب في إطار العملية العسكرية التي ينفذها الاحتلال في الداخل اللبناني عقب تطور الصراع بشكل كبير بين الفريقين.
سياسة الاغتيالات الإسرائيلية
وتلجأ إسرائيل عادة في حربها ضد المقاومة ومنذ قيامها في 1948، إلى سلاح الاغتيالات من خلال استهداف قادة المقاومة سواء في الداخل أو الخارج، مستعينة في ذلك بمجموعة من العملاء الذين يتم تجنيدهم من قبل الموساد لرصد تحركات عناصر وقادة المقاومة والتبليغ عنهم ليسهل لجيش الاحتلال تصفيتهم.
وفي واحدة من أعنف الموجات وأشدها ضراوة منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي – بحسب عدد كبير من المؤرخين، وجه جيش الاحتلال ضربة قاسية للمقاومة في لبنان بعد تنفيذ عدد من عمليات الاغتيالات بحق قيادات وعناصر فاعلة داخل حزب الله وصلت إلى الأمين العام حسن نصر الله نفسه، الذي تم تصفيته قبل 3 أيام بغارة استهدفته ومجموعة أخرى من قيادات الحزب.
وحول ما ستشهده الأيام القادمة من تطورات في الأحدات بين المقاومة وجيش الاحتلال، وما إذا كان اغتيال “نصر الله” والقيادة العليا لحزب الله سيقوض من جهود وحركات وعمليات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، أجرى موقع «سياسة بوست» حوارًا مع الخبير الإستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، هذا نصه
• لماذا تهاجم إسرائيل حزب الله؟
إسرائيل أخذت المرحلة الأولى من عملها لمدة 11 شهر لتصفية حماس في غزة، ومن ثم بدأت في المرحلة الثانية حيث اتجهت لحزب الله، الذي يعد الآن أقوى أعداء اسرائيل، نظرًا لما يمتلكه حزب الله من حجم أسلحة كبيرة وزخيرة كثيرة فضلًا عن اعداد مقاتلين.
• كيف ترى المشهد الحالي في لبنان ؟
المشهد الآن يتلخص في أن القتال سيستمر على الأراضي اللبنانية، في الوقت الذي يعجز فيه حزب الله على رفع مستوى الصراع بدون دعم من إيران.
• كيف تفسر اغتيال حسن نصرلله؟ ولماذا تتبع إسرائيل نهج الاغتيالات لتصفية قيادات المقاومة؟
إسرائيل تتبع نفس النهج القديم في حربها على لبنان حيث بدأت بالاغتيلات للقيادة السياسية بحزب الله، وكان على رأسها حسن نصرالله، ولعلى ذلك يؤكد وجود خيانات لديهم بالداخل، فقد استطاعت أن تصفي 6 أو 7 من القيادات الرئيسيين بحزب الله، ثم اتجهت لضرب جميع مواقع حزب الله، مشيرًا إلى حجة إسرائيل في اقتحام لبنان هو عودة السكان الحدوديين وهم 100 ألف اسرائيلي موجودين على الحدود مع لبنان.
• هل تتوقع أن تقوم حربًا إقليمية بالمنطقة؟
لن تقوم حربًا إقليمية في المنطقة، إيران تعمل الآن على إطلاق القنبلة النووية في 2025، وبتالي لن تعرض نفسها للاشتباك مع إسرائيل في أي نزاعات حتى لا تتعرض لضرب المفاعلات النووية وبتالي يؤثر على إنتاجها للقنبلة النووية.
• إذن كيف ترى موقف إيران من الحرب في لبنان؟
إيران لن تتدخل بأي عملية عسكرية رئيسية ضد إسرائيل، لافتاً لاستهداف إسرائيل لعمليات عسكرية عديدة وشخصيات مهمة مثل إسماعيل هنية، الذي اغتيل في عقر دارها ولم تعطي ردة فعل قوية.
• هل تستمر الحرب على لبنان إم تنتهي؟
اتوقع استمرار الحرب على لبنان وضرب المزيد من معاقر والمواقع التابعة لحزب الله، ولكن حتى 5 نوفمبر المقبل وذلك تزامنا مع الانتخابات الرئاسة الأمريكية.
• هل تتوقع غزو أرضي على الأراضي اللبنانية كما حدث في غزة؟
لا اتوقع ذلك إسرائيل لن تقوم بغزو أرضي للبنان كما حدث في غزة، وذلك حتى لا تتعرض اسرائيل لأي خسائر حيث أن حزب الله يعلم الأرض جيدًا، ولكن الحرب ستظل دائرة على أمل أن يفوز ترامب، ويتمكن نتنياهو من تحقيق هدفه بحل الدولة الفلسطينية وقيام دولة واحدة تسمى اسرائيل.
