الأحد، 12 أكتوبر 202506:38 ص
الرئيسية

لماذا استهدفت إسرائيل مدينة تبريز الإيرانية؟ خلفيات القصف ودلالاته العسكرية

الجمعة، 13 يونيو 2025 05:01 صباحًا
لماذا استهدفت إسرائيل مدينة تبريز الإيرانية؟ خلفيات القصف ودلالاته العسكرية
لماذا استهدفت إسرائيل مدينة تبريز الإيرانية؟ خلفيات القصف ودلالاته العسكرية
15

في لحظة فارقة من التصعيد الإقليمي، امتدت الضربات الجوية الإسرائيلية لتطال مدينة تبريز الإيرانية، إحدى أبرز النقاط الجغرافية والعسكرية في شمال غرب البلاد. القصف، الذي جاء في إطار عملية عسكرية موسّعة أعلنت عنها إسرائيل، يعكس تحولًا نوعيًا في طبيعة المواجهة، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع تتجاوز الطابع التقليدي وتدخل نطاق الاستهداف العميق للمفاصل الاستراتيجية داخل إيران.

موقع استثنائي يختزن جغرافيا القوة

ليست تبريز مدينة عادية في معادلة الأمن القومي الإيراني؛ إنها بوابة إيران إلى القوقاز ووسط آسيا، وتشكل نقطة التقاء لخطوط التجارة والطاقة والممرات البرية الحيوية، على تماس مباشر مع تركيا وأذربيجان وأرمينيا. هذا الموقع يجعلها مركز ثقل لوجستي وجيوسياسي، وهو ما يفسّر، جزئيًا، سرّ استهدافها في هذا التوقيت الحرج.

مركز عسكري متقدّم في منظومة الردع الإيرانية

من الناحية العسكرية، تحتضن تبريز وحدات نخبوية تابعة للحرس الثوري الإيراني، إلى جانب مراكز تنسيق عملياتي ومنشآت دفاع جوي متطورة، ومنصات إطلاق صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى. وقد أظهرت تقارير استخباراتية أن المدينة تُستخدم كمحور حيوي لنقل المعدات العسكرية والكوادر القتالية نحو الشمال الغربي، عبر شبكة معقدة من القواعد والمطارات المزدوجة الاستخدام، وفي مقدمتها مطار تبريز الدولي.

كما تُمثل المدينة حلقة وصل بين الأمن السيبراني والاستخبارات العسكرية، نظرًا لاحتوائها على مراكز مراقبة واتصالات إلكترونية تُستخدم في رصد التحركات عبر الحدود، وإدارة العمليات في ظل الحروب غير التقليدية.

لماذا استهدفت إسرائيل مدينة تبريز الإيرانية؟ خلفيات القصف ودلالاته العسكرية
لماذا استهدفت إسرائيل مدينة تبريز الإيرانية؟ خلفيات القصف ودلالاته العسكرية

الرسائل الكامنة في استهداف تبريز

يذهب محللون إلى أن قصف تبريز لا يستهدف مجرد منشآت مادية، بل يحمل رسائل استراتيجية واضحة مفادها أن إسرائيل قررت توسيع نطاق المواجهة ليشمل العمق الإيراني غير النووي، وهو ما يُعد تجاوزًا للخطوط الحمراء التقليدية. الهدف هنا يبدو مزدوجًا: تقويض البنية اللوجستية للجيش الإيراني على جبهته الشمالية، وخلق فجوة استراتيجية في منظومة الردع الإيرانية، لا سيما في ظل التوترات المتفاقمة مع أذربيجان، الحليف القريب من إسرائيل.

عملية إسرائيل العسكرية.. إعلان حرب مفتوحة؟

الهجوم على تبريز يأتي في سياق عملية عسكرية شاملة أعلنت عنها تل أبيب، وأطلقت بموجبها سلسلة من الضربات الجوية على منشآت نووية وصاروخية داخل إيران. ووفقًا للبيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي، فإن الضربات استهدفت مواقع تعتبر “حرجة في مسار إنتاج السلاح النووي الإيراني”، بالإضافة إلى مخازن لصواريخ باليستية بعيدة المدى، ومراكز تطوير لتكنولوجيا الطيران والاتصالات العسكرية.

واعتبرت إسرائيل هذه العملية ردًا وقائيًا على ما وصفته بمعلومات استخباراتية تؤكد قرب إيران من الوصول إلى العتبة النووية، مشيرةً إلى أن المواجهة لن تتوقف حتى تحقيق ما أسمته “تفكيكًا كاملاً للبنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية”.

حسابات الردّ وحدود الانفجار

رغم الصمت الرسمي من الجانب الإيراني حتى اللحظة، تشير المؤشرات الأولية إلى أن طهران تُعيد ترتيب أوراقها في ظل هذه الضربة المفاجئة، بينما تتنامى المخاوف الإقليمية والدولية من انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة. ويخشى مراقبون أن يجرّ هذا التصعيد المنطقة بأكملها إلى ساحة اشتباك إقليمي واسع النطاق، خصوصًا في ظل تداخل الأجندات العسكرية والأمنية بين إيران، وإسرائيل، وأطراف ثالثة فاعلة في الميدان مثل حزب الله والمليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا.

ذات صلة