الأحد، 12 أكتوبر 202508:44 ص
الرئيسية

البشرية على الحافة.. هل اقتربت شرارة الحرب العالمية الثالثة؟

الخميس، 12 يونيو 2025 10:01 مساءً
البشرية على الحافة.. هل اقتربت شرارة الحرب العالمية الثالثة؟
البشرية على الحافة.. هل اقتربت شرارة الحرب العالمية الثالثة؟
15

تقرير: محمد أحمد الحد

في ظل أزمة عالمية لفرض السيطرة والنفوذ، يعاصر هذا الجيل مأساة تكاد تعصف بمستقبله وتُنهي ملامح طموحه، وسط اشتباك مفتوح بين قوى كبرى، يهدد بانفجار واسع قد يُدخل البشرية في أتون حرب لا تشبه ما سبقها.

يأتي الصراع الأبدي بين الفلسطينيين والإسرائيليين على رأس هذه الأزمات، بوصفه عاملًا رئيسيًا في ملامح المواجهة الكبرى؛ إذ لا يدور حول أراضٍ أو حدود فحسب، بل يحمل أبعادًا دينية وأيديولوجية تمسّ جوهر الهوية الإسلامية، وتجعل من القدس المحتلة ساحة صراع دائم.

ثم تتجه الأنظار إلى الحرب الروسية الأوكرانية، التي وإن بدأت رسميًا في فبراير 2022، فإن جذورها تعود إلى 2014، ما يجعلها من أطول الحروب الأوروبية الحديثة.

لقد تجاوزت هذه الحرب حدود البلدين، وتحولت إلى ساحة صراع بالوكالة بين موسكو من جهة، وأوروبا والولايات المتحدة من جهة أخرى، ما جعلها تُعيد تقسيم المعسكرات العالمية على أساس سياسي واقتصادي وعسكري.

قطاع غزة
قطاع غزة

وفي قلب الشرق الأوسط، عادت الأزمة النووية الإيرانية لتشعل التوتر مجددًا، مع تعثر المفاوضات وتصاعد تهديدات إسرائيلية وأمريكية بتوجيه ضربات مباشرة لإيران.

الأمر الذي دفع واشنطن لسحب عائلات دبلوماسييها من العراق وسوريا، وسط تحذيرات من ردود إيرانية محتملة قد تستهدف قواعد أمريكية في الخليج أو في العمق السوري والعراقي.

أما في الداخل الأمريكي، فقد شهدت مدينة لوس أنجلوس موجة احتجاجات حادة، بسبب ما وصفته منظمات حقوقية بـ”الترحيل القسري للمهاجرين”.

آلاف خرجوا إلى الشوارع رافعين شعارات ضد السياسات الفيدرالية، في مشهد استدعى تدخل قوات الحرس الوطني لتأمين المؤسسات، ما فتح الباب أمام تساؤلات كبرى عن استقرار أكبر دولة في العالم وسط هذه العواصف.

من بؤر التوتر إلى خطر الانفجار.. خريطة النزاعات التي تشتعل في وقت واحد

لا يبدو أن العالم يعيش أزمة عابرة أو توترًا مؤقتًا، بل يمر بحالة تراكم غير مسبوقة لبؤر نزاع مشتعلة ومتزامنة، ما يجعل خطر التوسع والاشتعال الشامل أكثر من مجرد احتمال.

في الشرق الأوسط

تأتي الحرب الإسرائيلية على غزة كأكثر الجبهات اشتعالًا، حيث تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين حاجز الـ 37 ألف قتيل، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.

ومع تصعيد حزب الله في الجنوب اللبناني ودخول الحوثيين على خط المواجهة في البحر الأحمر، تبدو الحرب وكأنها تكتسب طابعًا إقليميًا تدريجيًا، خاصة مع تصاعد التهديدات الإيرانية وتحذيرات أمريكية من تدخل مباشر.

احتجاجات لوس أنجلوس
احتجاجات لوس أنجلوس

الجبهة الأوكرانية

أما في أوروبا، فلا تزال الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت عامها الرابع، تمثل نقطة احتكاك رئيسية بين روسيا والغرب.

فقد تحولت أوكرانيا إلى ساحة صراع بالوكالة، حيث تقدم الولايات المتحدة وأوروبا دعمًا عسكريًا واقتصاديًا مفتوحًا لكييف، فيما تتلقى موسكو دعمًا مباشرًا من دول مثل كوريا الشمالية وإيران، ودعمًا ضمنيًا من الصين، مما يكرّس انقسامًا عالميًا شبيهًا بأجواء الحرب الباردة.

التصعيد الإيراني الأمريكي

على الجانب الآخر، عاد الملف النووي الإيراني ليشعل المشهد، في ظل تعثر المفاوضات، وتزايد التحركات العسكرية، حيث أعلنت واشنطن سحب عائلات دبلوماسييها من العراق وسوريا، وأشارت تقارير أمريكية إلى مخاوف من ردود إيرانية مباشرة حال تعرض منشآتها لهجمات إسرائيلية أو أمريكية.

التوتر هنا لا يهدد إيران فقط، بل يعرض قواعد أمريكية في الخليج والعراق وسوريا لهجمات محتملة، بما ينذر باشتباك واسع في المنطقة.

الداخل الأمريكي يشتعل

وفي لوس أنجلوس، خرج آلاف المهاجرين إلى الشوارع احتجاجًا على سياسات الترحيل الجماعي التي تبنتها الإدارة الأمريكية مؤخرًا.

وأكدت تقارير أمريكية أن قوات من الحرس الوطني والمارينز نزلت لتأمين المؤسسات الرسمية، وسط تحذيرات من انفجار داخلي في بلد يعاني أصلًا من انقسامات عرقية وسياسية.

وزاد من التوتر تصريح حاكم كاليفورنيا، الذي قال إن “الولاية تواجه تحديًا غير مسبوق في ضبط الأمن”، ما عكس قلقًا واضحًا من اتساع رقعة الفوضى داخليًا.

البشرية على الحافة.. هل اقتربت شرارة الحرب العالمية الثالثة؟
البشرية على الحافة.. هل اقتربت شرارة الحرب العالمية الثالثة؟

تصريحات على خط النار.. رسائل حرب في صيغة دبلوماسية

التصريحات الرسمية التي خرجت من العواصم الكبرى لا تقلّ توتراً عن المشهد الميداني، فقد عبّرت شخصيات بارزة عن قلق بالغ من الانزلاق إلى حرب أوسع، وجاء بعضها في صيغة تحذير مباشر:

حيث صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن: “الولايات المتحدة تنقل جزءًا من موظفي سفاراتها من العراق والبحرين والكويت بسبب خطر إيراني واضح، ولن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي؛ وإذا فُرض علينا الخيار بين الحرب والسلام، فسنختار الحرب.

كما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن “إسرائيل مستعدة لقتال على جبهات متعددة، ولا تستبعد توجيه ضربة استباقية لإيران”.

فيما أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي أن “أي اعتداء على إيران سيقابل برد مدمر، والمنطقة كلها ستكون في مرمى النيران”.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقال: “العالم يتغير، ومن يظن أن بإمكانه قيادة النظام العالمي وحده فهو واهم”.

هل نحن أمام حرب عالمية بالفعل؟ أم مجرد تصعيد مدروس؟

رغم ضجيج السلاح واتساع رقعة التوتر، لا يزال المشهد العالمي أقرب إلى صراع مفتوح لكن مضبوط، فحتى اللحظة، لم تدخل القوى الكبرى في مواجهة مباشرة، وإنما تخوض حروبًا بالوكالة، وتحافظ على توازنات تمنع الانفجار الشامل.

الولايات المتحدة تلوّح بالقوة لكنها تتجنب المواجهة المباشرة، سواء مع إيران أو روسيا، حفاظًا على استقرارها الداخلي ومصالحها الدولية.

روسيا تخوض حرب استنزاف في أوكرانيا، لكنها لا تريد فتح جبهات إضافية، خاصة مع تزايد الضغط الاقتصادي والعسكري.

الصين تراقب المشهد، وتدعم حلفاءها بحذر، دون الدخول في صدام مباشر، مع التركيز على مصالحها في تايوان والاقتصاد.

إيران وإسرائيل في تصعيد مستمر، لكن كل طرف يدرك أن الحرب المفتوحة ستجلب عواقب يصعب السيطرة عليها.

في هذا السياق، تبرز غزة كنقطة شديدة الاشتعال، حيث خلّفت الحرب المستمرة آلاف القتلى، وتوسعت تداعياتها لتشمل حزب الله والحوثيين، وتهديدات إيرانية صريحة بالرد المباشر.

ومع تحرك القوات الأمريكية في الخليج، تزداد المخاوف من أن تكون هذه الجبهة هي الشرارة الأوضح لانفجار أوسع.

ورغم هذا التصعيد، تبقى التساؤلات مطروحة: هل ما نراه هو بداية لحرب عالمية فعلًا؟ أم أن القوى الكبرى – رغم كل شيء – لا تزال تتجنب المواجهة المباشرة؟

المؤشرات الحالية تقول إن الأطراف جميعها تخوض “حروبًا بالوكالة”، لكن دون الانزلاق لمواجهة مفتوحة، لأن تكلفة ذلك ستكون باهظة على الجميع.

في هذه اللحظة الحرجة، لا يبدو أن السؤال الأهم هو: “هل تندلع الحرب؟”، بل “متى؟ وأين ستكون شرارتها الأولى؟”.

البشرية على الحافة.. هل اقتربت شرارة الحرب العالمية الثالثة؟
البشرية على الحافة.. هل اقتربت شرارة الحرب العالمية الثالثة؟

ذات صلة