في مشهد تاريخي استثنائي، خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين يوم 30 يونيو 2013، تعبيرًا عن رفضهم لحكم جماعة الإخوان المسلمين، مطالبين بإسقاط نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي، في ثورة وصفت بأنها واحدة من أكبر الحركات الشعبية في تاريخ مصر الحديث.
خلفية وأسباب الثورة
تعود جذور ثورة 30 يونيو إلى الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تصاعدت بعد تولي محمد مرسي الحكم في يونيو 2012، إثر أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير 2011.
أبرز الأسباب التي دفعت المصريين للخروج إلى الشارع
– تفرد جماعة الإخوان بالسلطة وتهميش باقي القوى السياسية.
– إصدار الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012، والذي منح الرئيس سلطات واسعة وأثار غضبًا شعبيًا واسعًا.
– التدهور الحاد في الوضع الاقتصادي، وتفاقم أزمة الوقود والطاقة.
– فشل الدولة في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، وانتشار أعمال العنف الطائفي.
– تصاعد المخاوف من أخونة الدولة ومؤسساتها، بما فيها القضاء والإعلام والتعليم.
– ضعف الأداء الحكومي وعجزه عن التعامل مع قضايا الناس اليومية.
هذه الأوضاع دفعت حركة “تمرد” الشبابية إلى إطلاق حملة لجمع توقيعات تطالب بسحب الثقة من الرئيس والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وقد أعلنت الحركة جمع أكثر من 22 مليون توقيع، ما مثل تمهيدًا جماهيريًا هائلًا للثورة.
مشاهد الثورة
في 30 يونيو 2013، شهدت الميادين المصرية مظاهرات حاشدة غير مسبوقة، أبرزها في ميدان التحرير وقصر الاتحادية، حيث طالبت الجماهير بإسقاط حكم مرسي
وبعد أيام من الاحتجاجات المتواصلة، أعلنت القوات المسلحة، برئاسة الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك، في بيان يوم 3 يوليو 2013، عزل محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور مؤقتًا، وتشكيل خارطة طريق سياسية جديدة بإشراف مؤسسات مدنية ودينية.
النتائج والتداعيات
ثورة 30 يونيو شكلت تحولًا جوهريًا في المسار السياسي لمصر، ومن أبرز نتائجها:
1. عزل محمد مرسي وإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين.
2. حل مجلس الشورى وتعليق العمل بدستور 2012.
3. تشكيل حكومة انتقالية برئاسة المستشار عدلي منصور، وتحديد خارطة طريق شملت:
– تعديل الدستور.
– إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
4. إطلاق عملية أمنية ضد الجماعات الإرهابية في سيناء، وبدء حملة موسعة ضد أنشطة جماعة الإخوان التي اعتُبرت لاحقًا جماعة إرهابية.
5. انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر في 2014 بعد استقالته من منصب وزير الدفاع.
مواقف داخلية وخارجية
لاقت الثورة دعمًا شعبيًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع، لكن أيضًا تعرضت لانتقادات من بعض القوى التي اعتبرت ما حدث “انقلابًا عسكريًا”.
خارجيًا، انقسمت ردود الأفعال الدولية؛ فبينما دعمت بعض الدول الخليجية كالسعودية والإمارات الثورة، أعربت دول غربية عن قلقها من التداعيات السياسية.
التحولات بعد الثورة
دخول مصر في مرحلة جديدة من الاستقرار الأمني والسياسي، مع إطلاق مشروعات تنموية ضخمة.
إعادة صياغة الهوية الوطنية والسياسية، وإعادة ترتيب أولويات الدولة نحو التنمية ومكافحة الإرهاب.
استعادة الدولة سيادتها على المؤسسات وفرض سلطة القانون.
اقرا ايضا
