السبت ، 14 يونيو 202511:07 ص
آراء حرة

طاهر أبوزيد يكتب: بعد 12 عامًا.. ماذا تعلمنا من 30 يونيو؟

الإثنين، 09 يونيو 2025 03:06 مساءً
طاهر أبوزيد يكتب: بعد 12 عامًا.. ماذا تعلمنا من 30 يونيو؟
المهندس طاهر أبوزيد
15
لم تكن ثورة 30 يونيو 2013 مجرد احتجاج شعبي على أداء حكومة، أو اعتراضًا عابرًا على سياسات حزبية.
بل كانت – بوضوح وبساطة وجرأة – إعلانًا شعبيًا صريحًا برفض اختطاف الوطن، ورسالة قوية مفادها أن المواطن المصري لا يُخدع باسم الدين، ولا يُدار بمنطق “السمع والطاعة” تحت لافتة زائفة من الشعارات.
فبعد عامٍ واحد فقط من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، أدرك المصريون أن ما تم الترويج له بوصفه “مشروع النهضة”، لم يكن في حقيقته إلا مشروعًا للهيمنة والسيطرة و”أخونة” مؤسسات الدولة.
ظهر جليًا أن أدوات الجماعة لم تكن ديمقراطية، بل كانت تسعى لتفريغ الدولة من مضمونها، وتفكيك مؤسساتها، واختطاف سلطاتها تحت ستار ديني يُخيف ويُخوِّن ويُكفِّر.
مارست الجماعة احتكارًا للخطاب الديني والسياسي والإعلامي، وسعت لتكفير كل من عارضها، باعتباره “عدوًا للمشروع الإسلامي”.
عبثت بأسس الدولة الوطنية التي قامت على:
•فصل الدين عن السلطة،
•واحترام تعددية الانتماء والهوية،
•وضمان استقلال القرار الوطني.
وهو ما كشف للمصريين أن الخطر لم يكن مجرد سوء إدارة… بل مشروع يهدد بنية الدولة نفسها.
من هنا، جاءت ثورة 30 يونيو كضرورة وطنية. خرج الشعب بكل فئاته، من تلقاء حسه الوطني، إلى ميادين مصر من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ليقول كلمته:

“لا جماعة فوق الدولة… ولا دين يُستغل لحكم الشعب بالوصاية”.

وفي لحظة حاسمة، انحازت القوات المسلحة لإرادة الجماهير لا لإرادة الجماعة، ليبدأ فصل جديد من التاريخ المصري الحديث:
استعادة هيبة الدولة، وبناء مؤسساتها، وتثبيت دعائم الشرعية الشعبية.

وبعد 12 عامًا… ماذا تعلمنا من 30 يونيو؟

اليوم، وبعد مرور اثني عشر عامًا على تلك الثورة المفصلية لقد تعلمنا جيداً :
1.أن الدين إذا دخل السياسة أفسدها… وإذا دخل السلطة استبدّ بها.
2.أن الدولة الوطنية لا تُدار من منصات تنظيم أو من غرف مغلقة خلف الحدود.
3.أن الشعب إذا شعر بأن دولته تُختطف… سيتحرك ولو بصدورٍ عارية.
4.أن الديمقراطية لا تعني فقط صناديق الاقتراع، بل تعني احترام التعددية، وحماية المؤسسات، وضمان تداول السلطة.
إن من لم يعِ ما حدث في 30 يونيو، لن يدرك قيمة ما نملكه اليوم من استقرار.
فهي ليست محطة ماضية نتذكرها كل عام، بل رؤية مستمرة تعيش فينا ونعيش بها للبناء والتقدم، وحماية الوطن من كل من تسوّل له نفسه التسلل إلى مفاصل الدولة تحت أي لافتة أو شعار.
30 يونيو لم تسقط جماعة فحسب، بل أسقطت وهمًا، وفضحت مشروعًا، وكرّست مبدأً: أن مصر لا تُدار من خارجها، ولا تُختزل في فصيل، ولا تُختطف باسم الدين
طاهر أبوزيد يكتب: بعد 12 عامًا.. ماذا تعلمنا من 30 يونيو؟
طاهر أبوزيد يكتب: بعد 12 عامًا.. ماذا تعلمنا من 30 يونيو؟

اقرأ لهؤلاء

ثروت الخرباوي يكتب: 30 يونيو.. اللحظة التي قررت فيها الدولة أن تعود من المنفى