الأحد، 15 يونيو 202504:49 ص
الرئيسية

من حارس الحضارة لفضيحة جو روجان.. زاهي حواس والنارجسية التي قتلت صاحبها

الثلاثاء، 27 مايو 2025 01:58 مساءً
من حارس الحضارة لفضيحة جو روجان.. زاهي حواس والنارجسية التي قتلت صاحبها
زاهي حواس
15

كتب: محمد أبوزيد

يصف نفسه مراراً بأنه “حارس الحضارة المصرية”، وهو وصف لم يجرؤ عليه أي ملك من ملوك مصر منذ مينا وحتى آخر ملوك مصر القديمة،،وادعى امتلاك الحق الوحيد في سرد تاريخ الفراعنة

إنه الدكتور زاهي حواس عالم الآثار الأشهر الذي أثار ظهوره مع أشهر مقدم بودكاست في العالم عاصفة من الانتقادات لحواس بدأها روجان نفسه الذي وصف الحلقة بأنها الأسوأ في تاريخ برنامجه

فكيف تحوّل “حارس الحضارة” إلى رمز للجدل والنرجسية؟

ساعتان من التوتر والترويج الذاتي

في 13 مايو 2025، حلّ حواس ضيفاً على برنامج “The Joe Rogan Experience”، الذي يُتابعه ملايين حول العالم. بدا اللقاء كفرصة ذهبية لعرض الاكتشافات الأثرية المصرية، إلا أنه سرعان ما تحوّل إلى سلسلة من السقطات ومنها

تجاهل حواس أسئلة روجان المباشرة، مكتفياً بالرد: “هذا مذكور في كتابي”، حتى سأله روجان بامتعاض: “لماذا تتجاهل الأدلة الحديثة؟”

2. عندما طرح روجان صوراً لأقمار صناعية تُظهر هياكل تحت الأهرامات، وصفها حواس بـ”الهراء”، معترفاً بعدم إلمامه بتقنية الرادار المستخدمة، ما أظهره كشخص منغلق على النقاش العلمي.

3. حوّل حواس الحوار إلى سيرة ذاتية وترويج مفرط للذات ، متجاهلاً ذكر أي عالم مصري آخر، وكأن الاكتشافات الأثرية إنجاز فردي. حتى أن المتابعين سخروا من تكراره لعبارة: “أنا اكتشفت… في كتابي”.

هاجمه جمهور روجان ، واصفين إياه بـ”المتغطرس” و”الضيف الأسوأ”، وتساءلوا: “لماذا لا يسمح للآخرين بالكلام؟”.

المثقفون المصريون انتقدوا بدورهم أسلوب حواس الاستعلائي، ووصفوه بأنه يملك نارجسية مفرطة

سقطات لا تنتهي

أزمة بودكاست روجان لم تكن الأولى، بل جاءت تتويجاً لمسار طويل من الانتقادات التي لاحقت حواس ومنها

احتكار الإعلام وتهميش الشباب فحواس متهم دائما بتهميش الباحثين الشباب واحتكار الحديث عن الآثار، مما أعاق ظهور أصوات جديدة في علم المصريات.

فضيحة تمثال سقارة

في فبراير 2025، نفى حواس اتهامات بتكسير تمثال خشبي أثناء التنقيب، واصفاً إياها بـ”الأكاذيب”، إلا أن الوثائق التي نُشرت لاحقاً أثارت شكوكاً حول مصداقيته.

النرجسية المفرطة

وصفه النقاد بأنه “يقدم نفسه كالوحيد العارف بأسرار الفراعنة”، حتى أن خصمه اللدود هانكوك وصفه بـ”البلطجي” لرفضه تقبل النقد.

محاولات إنقاذ الصورة

في محاولة لتحسين صورته المتدهورة، سبق وأن أطلق حواس حملة لاستعادة الآثار المصرية المسروقة، مثل حجر رشيد ورأس نفرتيتي، وجمع 200 ألف توقيع لدعمها. غير أن النقاد وصفوا هذه الخطوات بأنها “مسرحية إعلامية” تهدف لتلميع سمعته بعد فشله في الحوار العالمي.

تراث مصر.. أم تراث زاهي حواس؟

رغم إصرار حواس على أنه “حارس الحضارة”، يرى كثيرون أنه حوّلها إلى ساحة لتعزيز نرجسيته الشخصية. لقد كشف لقاؤه مع روجان تناقضاً صارخاً: عالم يُدافع عن التاريخ بعقلية منغلقة، ويرفض أي حوار لا يخدم سرديته الخاصة.
ربما حان الوقت ليتنحى “الحارس” عن منصته، ويفسح المجال لأصوات جديدة، تعيد للتراث المصري بريقه، دون أن تحوّله إلى مسرح للأنا.