الأحد، 12 أكتوبر 202510:33 ص
اشتباك

ما الذي يجري بين حماس وترامب.. تهديد غير مسبوق أم مفاوضات سرية؟

الخميس، 06 مارس 2025 03:04 صباحًا
ما الذي يجري بين حماس وترامب.. تهديد غير مسبوق أم مفاوضات سرية؟
ترامب وحماس
15

واشنطن – في خطوة غير مسبوقة، كشفت مصادر مطلعة عن إجراء محادثات سرية بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة، ورغم أن هذه الخطوة تمثل خرقًا واضحًا للسياسة الأمريكية التقليدية بعدم التفاوض مع الجماعات المصنفة كإرهابية، فإنها تأتي بالتزامن مع تهديدات جديدة أطلقها ترامب ضد قادة الحركة، ما يعكس تناقضات صارخة داخل إدارته.

مفاوضات سرية لأول مرة

وفقًا لمصادر خاصة، أجرى المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، محادثات مباشرة مع قيادات حماس في العاصمة القطرية الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة، وقد أكد قيادي بارز في الحركة لوسائل إعلام عربية أن هذه المفاوضات تناولت بشكل أساسي إطلاق سراح جميع الرهائن الأمريكيين مقابل وقف شامل للحرب في قطاع غزة.

وأضاف المصدر أن المحادثات جرت بوساطة قطرية، وأن ممثلي حماس أكدوا استعدادهم للتفاوض الجاد إذا توافرت ضمانات دولية لوقف الحرب بشكل كامل. غير أن البيت الأبيض رفض التعليق على هذه التصريحات، مكتفيًا بالإشارة إلى أن بوهلر لديه تفويض رسمي لإجراء هذه المفاوضات.

ترامب يهدد: “الجحيم قادم”

لكن المفارقة الأبرز كانت في التصريحات النارية لترامب، والتي جاءت بعد وقت قصير من الكشف عن هذه المحادثات، ففي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وجه ترامب تهديدًا صارمًا لحماس، مطالبًا إياها بإطلاق سراح الرهائن فورًا أو “دفع ثمن باهظ”.

وقال ترامب: “أرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنجاز المهمة، ولن يكون أي عنصر من حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله”، ثم أضاف في تهديد أكثر حدة: “لشعب غزة، هناك مستقبل جميل ينتظر، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن، إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!”.

وفي تصريح آخر، دعا ترامب قادة حماس إلى مغادرة قطاع غزة فورًا، محذرًا من “جحيم ينتظرهم” إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن الأمريكيين.

تناقضات داخل إدارة ترامب؟

التباين الحاد بين الكشف عن المفاوضات والتهديدات العنيفة التي أطلقها ترامب يثير العديد من التساؤلات حول موقف الإدارة الأمريكية. فهل تجري هذه المحادثات بمعرفة ترامب وبتوجيه مباشر منه؟ أم أنها مبادرة يقودها دبلوماسيون داخل إدارته دون علمه؟

وفقًا لمصادر أمريكية، فإن هناك تيارًا داخل البيت الأبيض يفضل اتباع نهج براغماتي في التعامل مع أزمة الرهائن، ويرى أن التواصل مع حماس قد يكون ضروريًا لإنهاء الأزمة دون تصعيد إضافي. غير أن مستشاري ترامب المقربين، مثل وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي، يعارضون بشدة أي اتصال مع الحركة، معتبرين أن ذلك قد يشجعها على احتجاز المزيد من الرهائن مستقبلًا.

دلالات المشهد وتوقعات المرحلة المقبلة

>|هذه التطورات تعكس عدة دلالات مهمة:

1. ازدواجية السياسة الأمريكية: فعلى الرغم من تصنيف حماس كمنظمة إرهابية منذ عام 1997، فإن واشنطن اضطرت إلى كسر هذا المحظور والجلوس معها على طاولة المفاوضات، مما يشير إلى تغير في المعادلات السياسية.

2. التخبط في إدارة ترامب: التصريحات المتناقضة تعكس انقسامًا داخل الإدارة بين من يريد حلاً دبلوماسيًا ومن يسعى إلى تصعيد عسكري.

بين التصعيد الدبلوماسي والتصريحات المتفجرة، يبقى الغموض يحيط بالموقف الأمريكي الحقيقي تجاه حماس، فهل تسعى إدارة ترامب إلى إنهاء الأزمة عبر التفاوض، أم أنها تلوح بالعصا والجزرة في آنٍ واحد؟ الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت جديدة في هذا الملف المعقد.