
كان حلما ثم أضحى حقيقة، رحلة أعتز بها منذ أن بدأت أولى خطواتي في مجال الإعلام، كان شغفي الأول أن ينتقل صوتي عبر أثير الراديو يلامس القلوب يسمع نبضها ويحادثها.. ثم داعبتني شاشة التلفزيون، ولأنني من عروس البحر “الإسكندرية” كان أمر الذهاب إلى القاهرة شاق وأخذ وقتا من التردد غلبه شغفي فاخذت قراري بالسعي وراء حلمي مهما تباعدت المسافات..
كان حلمي أن أحمل رسالة من القلب للقلب. انا أترك أثرا في كل نفس وأن أتحرى الصدق.. أن أشارك الناس أفراحهم وأتراحهم وأدخل حكاياتهم.. أنا أروي لهم وعنهم ونبحث معا عن شمس جديدة تحمل الأمل لذا اخترت “حكايتنا” كاسم لبرنامجي على قناة النهار.
كانت حلقة الانطلاق مع واحدة من أعضاء، مبادرة “رفيق المكفوفين”.. كنت أرى أن أصحاب الابتلاءات رغم حملهم الثقيل، محظوظين”، علمهم البلاء الصبر ومنحهم الإصرار، على النجاح.
ٱثار الخير شغفي.. فحكايات الناس نهر عذب لا تسئم من اغتراف مائه، في كل شارع حكاية وحكمة وطاقة نور تتفتح.. منحوني السعادة ومنحتهم على قدر سعتي هدايا وكلمات شكر ومحبة.. احتفلنا سويا بكل المناسبات وكان أعظمها “المولد النبوي”.. منحوني حلاوة النجاح ومنحتهم حلوى المولد، أعطاني عمل المسابك ابتسامات كالنسائم ووثقت تجربتهم الشاقة أمام أفران صهر المعادن.. 1000 درجة مئوية.. نار وحمم وحميمية في القلوب.. عرق وجهد وكسب بالحلال وأياد يحبها الله.. ومن أفران النار إلى ربح السلحدار وخان الخليلي حيث الفن المصري العريق يتجلى في تصنيع المشغولات النحاسية وأيما انبهار وأنت ترى عراقة مصر على كل قطعة وتاريخها العظيم يأبى الاندثار.
ولأن مصر بها كل ألوان الحياة وأطيافها.. ولأن مصر هي الحياة.. انتقلنا للون آخر من البهجة.. حفل زفاف جماعي. 50 عروسة من كريمات الصعيد تم تجهيزهن من مؤسسة الجود الخيرية.
لم يتوقف قطار الحلم عند تلك المحطات وحسب بل اخترق العالم الافتراضي فناقشت سلبيات السوشيال ميديا ودخلت عوالمه الخفية وكشفت سؤاته وافخاخه من تجارة إلكترونية ومراهنات.. وقدمت طرق الوقاية.. ولم أغفل الجانب الإيجابي به فعرضت قصص الشباب الملهم ومستقبل الذكاء الاصطناعي وتحديه للبشر.. تحدثت عن طاقة الحياة وقوة الإرادة وكيفية تحقيق السعادة في المراحل العمرية.
ناقشت قضايا اجتماعية تمس البيوت المصرية علاقة الزوج بزوجته وأسباب المشاكل الزوجية، وطرق تجنبها قبل الوصول إلى محكمة الأسرة.. تحدثت عن صحة أطفالنا وعن مستقبلهم ومستقبل وطننا.. عن استعادة مصر عافيتها الاقتصادية واستعدادها لاستقبال الاستثمارات.. عن رباطة جأش شعبها وتحمله الصعاب والظروف الاقتصادية الصعبة في سبيل بناء جمهورية جديدة تليق بعظمة تاريخها..
انتابتني كل المشاعر وسكنني الفخر بكل الشخصيات المصرية العظيمة التي قابلتها وتركت بداخلي أثر وشعرت معها أنني أقدم رسالة حقيقية.. منحت الناس فرصة ليتحدثوا من قلوبهم ومنحوني أمل وإصرار على أن أكمل ما بدأته وها أنا أبدأ مرحلة جديدة في قناة “تن” بنضج مختلف وبثراء معرفي اكتسبته من تجربتي الأولى وبإصرار على نشر وعي وقيم تليق بمصر الغالية.. سأفتح معكم كل الملفات وسنتكاتف سويا لحل المشكلات.. سنرسم خطوطا للأمل ونفتح نوافذ للنور وسنترك للعابرين من خلفنا أثر.. عهدنا كما كان معكم دائما الصدق وشعارنا “الله.. الوطن”..
فبسم الله نبدأ بكل محبة وسلام.. انتظروني في “المشهد مع دينا عباس”.