الأربعاء، 15 أكتوبر 202504:17 م
اشتباك

نتنياهو أعلن أنه تم تدمير مفاعل أصفهان في الهجوم الإسرائيلي .. فلماذا ضربته أمريكا مجددا ؟

الأحد، 22 يونيو 2025 12:18 مساءً
نتنياهو أعلن أنه تم تدمير مفاعل أصفهان في الهجوم الإسرائيلي .. فلماذا ضربته أمريكا مجددا ؟
نتنياهو
15

في مشهد يكشف عن عمق التناقض الإسرائيلي – الأمريكي، وفي توقيت لا يخلو من دلالة سياسية وعسكرية، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الولايات المتحدة استخدمت فجر أمس قنابل خارقة للتحصينات تزن 170 طناً، في قصف جوي واسع استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، من بينها منشأة أصفهان الشهيرة.

إسرائيل تستهدف إيران

لكن المفارقة المدوية، التي طرحتها دوائر التحليل السياسي والعسكري بقوة، تتعلق بتصريح سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيه إن الطائرات الإسرائيلية “نجحت بالفعل في تدمير مفاعل أصفهان الإيراني تدميرًا كاملاً”، وذلك خلال سلسلة خطاباته التصعيدية قبل أيام من الضربة الأمريكية.

 

إذن، يبقى السؤال الصادم الذي لم يجب عليه أحد، إذا كان نتنياهو صادقًا، فلماذا عادت الطائرات الأمريكية لتقصف منشأة “مدمرة” بحسب ادعائه؟

 ماذا حدث فجر أمس؟

 

بحسب ما كشفت عنه صحيفة معاريف الإسرائيلية فإنه قد تم استخدام قنابل ضخمة من طراز GBU-57 “موب” الخارقة للتحصينات والتي صممت خصيصًا لاختراق المنشآت المحمية تحت الأرض، حيث تم إسقاط قنابل تزن الواحدة منها أكثر من 13 طنًا، أي ما مجموعه أكثر من 170 طن من المتفجرات.

 

أحد أبرز الأهداف كان منشأة أصفهان النووية، وهي مركز حساس لتخصيب اليورانيوم وعمليات الطرد المركزي من الجيل المتطور IR-9، وتعد القلب العلمي للبرنامج النووي الإيراني. وقد استهدف الهجوم تحديدًا مباني القيادة، ومنشآت التبريد، ومخازن المعدات، ومحطات الطاقة الاحتياطية، بحسب ما ذكرت معاريف نقلاً عن مصادر عسكرية أمريكية.

إسقاط طائرة إسرائيلية اليوم
إسقاط طائرة إسرائيلية اليوم

 ماذا قال نتنياهو قبل الضربة الأمريكية؟

 

قبل أقل من أسبوع، وتحديدًا عقب الهجوم الإسرائيلي الذي تم فجر الجمعة قبل الماضية، خرج نتنياهو في مؤتمر صحفي مرتّب بدقة، معلنًا أن إسرائيل “قد وجّهت ضربة قاصمة لمفاعل أصفهان النووي، أدت إلى تدميره بالكامل، وتوقفه عن العمل”، بل أضاف أن “برنامج إيران النووي لم يعد قادرًا على استئناف التخصيب في هذا الموقع بعد اليوم”.

 

التصريحات جاءت ضمن حملة دعائية واضحة هدفها تضخيم “النجاح الإسرائيلي” في مواجهة إيران، ورفع معنويات الداخل الإسرائيلي الغارق في فشل الحرب على غزة، وتمرير صورة زائفة عن قدرة تل أبيب على إيقاف الخطر النووي الإيراني منفردة.

 

كذبة نتنياهو تتهاوى تحت أجنحة B-2

 

من الناحية العسكرية، من المستحيل أن توجه الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات إلى موقع تالف أو مدمَّر كما زعم نتنياهو.

الضربة الأمريكية استندت، بحسب معاريف ونيويورك تايمز، إلى بيانات استخباراتية مؤكدة تشير إلى أن مفاعل أصفهان لا يزال يعمل، وأن البنية التحتية الحيوية لم يتم تدميرها في الضربة الإسرائيلية، بل بالكاد تم خدشها.

 

وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما:

 

1. إما أن نتنياهو كان يعلم أنه لم يدمر شيئًا، لكنه لجأ إلى الكذب السياسي بهدف تسجيل نصر وهمي أمام الرأي العام الإسرائيلي.

 

2. أو أنه كان على جهل كامل بحجم الأثر الحقيقي لضربته، وهو ما يُعد فضيحة استخباراتية وعسكرية مدوية.

من يقود المواجهة فعليًا؟

 

ما تفضحه هذه الواقعة يتجاوز مسألة الصدق والكذب، ليطرح تساؤلًا استراتيجيًا أكبر: من يقود الحرب مع إيران؟ إسرائيل أم الولايات المتحدة؟

 

يبدو جليًا الآن أن واشنطن ترى في تل أبيب شريكًا محدود الكفاءة، يفتقر للقدرة على الحسم العسكري المنفرد. فلو كانت ضربة نتنياهو حقيقية لما تطلب هذا الهجوم الأمريكي غير المسبوق على إيران