
في مشهد لم تشهده ملاعب الكرة المصرية من قبل، عاش جمهور الكرة لحظة عبثية نادرة: نادٍ يُسلم له درع الدوري رسميًا بعد فوز كاسح، ونادٍ آخر يحتفل في نفس اللحظة وكأن اللقب قد زُفّ إليه… مرحبًا بكم في الدوري المصري، حيث الأهلي يُتوج للمرة الخامسة والأربعين في تاريخه، بينما بيراميدز يقرر تعيين نفسه بديلاً لاتحاد الكرة والمحكمة الرياضية ويحتفل بـ”دوري افتراضي” لا وجود له إلا في مخيلة إدارته.
الأهلي يفترس فاركو بسداسية نظيفة ويتسلم درع الدوري رسميًا
الحدث التاريخي وقع مساء أمس على استاد القاهرة الدولي، حيث استضاف النادي الأهلي فريق فاركو في الجولة الأخيرة من بطولة الدوري المصري الممتاز (دوري نايل). مباراة تحولت إلى مهرجان أهداف أحمر، بدأت منذ الدقيقة العاشرة بهدف أول عن طريق وسام أبوعلي بعد تمريرة ذكية من كوكا.
وسام لم يتوقف، وعاد في الدقيقة 33 ليضيف الهدف الثاني بعد تمريرة ساحرة من المغربي أشرف بن شرقي. ومع بداية الشوط الثاني، واصل الفلسطيني تألقه وسجل هدفه الثالث “هاتريك” في الدقيقة 61، ثم أضاف الرابع “سوبر هاتريك” في الدقيقة 66 من عرضية متقنة من علي معول.
لكن المهرجان لم ينتهِ عند وسام، فقد دخل حسين الشحات على الخط وسجل هدفًا خامسًا رائعًا في الدقيقة 75، قبل أن يختم إمام عاشور الحفلة بهدف سادس في الدقيقة 94 بعد تمريرة بالكعب من الشحات كانت كفيلة بإشعال المدرجات.
بهذا الفوز العريض، رفع الأهلي رصيده إلى 58 نقطة، ليحسم لقب الدوري رسميًا بفارق نقطتين عن بيراميدز، ويتوج بدرع الدوري المصري الممتاز للمرة الـ45 في تاريخه العريق.
وبينما الأهلي يتسلم الدرع.. بيراميدز يحتفل!
رغم أن اللقب حُسم ميدانيًا، وتسلم الأهلي درع الدوري رسميًا وسط أجواء احتفالية مهيبة في استاد القاهرة، كان لاعبو بيراميدز يحتفلون على طريقتهم الخاصة بعد الفوز على سيراميكا كليوباترا بخماسية في السويس. احتفال “هيستيري” كما وصفته بعض وسائل الإعلام، وكأن الفريق تُوّج فعلًا، متجاهلين أن درع البطولة في الجزيرة، وأن التاريخ لن يكتب اسمهم كبطل، بل كمجرد وصيف.
بيراميدز… النادي الذي عين نفسه حكمًا وقاضيًا
الأغرب من الاحتفال هو الإصرار العجيب من بيراميدز على تجاهل القرارات الرسمية، حيث حاولت إدارة النادي خصم ثلاث نقاط من الأهلي على خلفية انسحابه من مباراة الزمالك. محاولة بائسة لتزييف الحقائق، متجاهلين أن المحكمة الرياضية الدولية (كاس) رفضت تمامًا هذه الدعوى واعتبرتها غير قائمة من الأساس.
بدلًا من تقبّل الواقع والعمل على تطوير منظومتهم، اختارت إدارة بيراميدز أن تلعب دور “القاضي والحكم”، محاولة يائسة لانتزاع لقب لا يملكونه، وتزيين مشوارهم بلقب وهمي أمام جماهير لا تزال حديثة العهد بالتشجيع الحقيقي.
الأهلي بطل حقيقي… والباقي مجرد ضجيج
ما فعله الأهلي هذا الموسم رغم كل الصعوبات يؤكد مرة جديدة أن البطل لا يُصنع من البيانات الصحفية أو حملات الضغط الإعلامي، بل من العرق والمجهود داخل المستطيل الأخضر. الأهلي لعب برجولة، وواجه ضغوطات، وانتصر في اللحظة الحاسمة، وأسكت كل الأصوات التي حاولت التشويش على تتويجه المستحق.
أما بيراميدز، فرغم امتلاكه نجومًا وأموالًا وجهازًا فنيًا محترمًا، اختار أن يُنهِي موسمه بلقطة مثيرة للجدل واحتفال بلا معنى، وكأنه يُكافئ نفسه على “الوهم”.
التاريخ لا ينسى
الصحف العالمية، ومحاضر الاتحاد، ومواقع الفيفا، وكل سجلات الكرة ستكتبها بوضوح: الأهلي بطل الدوري المصري 2025 – للمرة 45 في تاريخه. أما بيراميدز، فله احتفال عاطفي بلا نتيجة، ودرع افتراضي لا مكان له إلا في الصور الخاصة بالفريق.
إنها لحظة فاصلة في تاريخ الكرة المصرية… لأول مرة في تاريخ الدوري، ناديان يحتفلان بالدرع في اللحظة ذاتها، ولكن الفرق بين الاحتفالين أن أحدهما حقيقي موثق بالتاريخ، والآخر هروب من الواقع لا أكثر.
