الأحد، 18 مايو 202506:26 م

القتال من طرف واحد.. أين ذهبت حركة حماس؟ 

اشتباك
القتال من طرف واحد.. أين ذهبت حركة حماس؟ 
جنود حركة حماس
15
الجمعة، 04 أبريل 2025 04:53 صباحًا

في تصعيد غير مسبوق منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسعت إسرائيل عملياتها العسكرية إلى مستويات أشد من تلك التي أعقبت “طوفان الأقصى”، حيث قتلت المئات في غضون أسبوع واحد فقط. وبينما يتباهى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بسيطرة جيشه على المزيد من الأراضي، يثار التساؤل الأبرز: أين ذهبت حركة حماس؟

هل اختفت حماس؟ أم أنها تراقب وتترقب؟

منذ إعادة الاحتلال الإسرائيلي اجتياحه لغزة بوتيرة متصاعدة، بدا غياب مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن المواجهات المباشرة أمرًا لافتًا. لم تسجل حتى الآن أي عمليات استنزاف كبيرة ضد القوات الإسرائيلية التي دخلت القطاع في الموجة الجديدة من الهجوم، الأمر الذي يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات:

1. حماية الأسرى الإسرائيليين كورقة ضغط: يدرك قادة حماس أن أي اشتباك موسع قد يؤدي إلى تعريض الأسرى الإسرائيليين لديها للخطر، وهو ما سيضعف موقفها التفاوضي لاحقًا. وبالتالي، قد يكون قرارها بعدم التصعيد حاليًا مرتبطًا بسعيها للحفاظ على هذه الورقة الاستراتيجية.

2. ضعف الحركة بعد اغتيال قياداتها: منذ “طوفان الأقصى”، فقدت حماس العديد من قادتها البارزين في عمليات اغتيال إسرائيلية، سواء داخل غزة أو خارجها. هذا قد يكون قد أثر على القدرة التنظيمية للحركة ميدانيًا، وجعلها تعيد ترتيب أوراقها.

3. مناورة تكتيكية واستدراج للقوات الإسرائيلية: على الجانب الآخر، قد يكون غياب المواجهة مجرد خدعة تكتيكية تهدف لاستدراج قوات الاحتلال إلى أماكن معينة ومن ثم تنفيذ كمائن نوعية خلال الفترة المقبلة، كما حدث في مرات سابقة عندما فوجئت إسرائيل بضربات مدمرة في مناطق ظنت أنها باتت آمنة.

تقسيم غزة.. خطة نتنياهو وممر “موراغ”

أعلن نتنياهو أن جيشه “يغير توجهه” في غزة، عبر تقسيم القطاع والاستيلاء على أجزاء أخرى منه، فيما يبدو أنه محاولة إسرائيلية لإقامة مناطق عازلة دائمة، شبيهة بممر فيلادلفيا، الذي استخدمته إسرائيل سابقًا لعزل قطاع غزة عن مصر.

في خطابه الأخير، تحدث نتنياهو عن الاستيلاء على “ممر موراغ”، في إشارة إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة في جنوب غزة أخليت عام 2005. هذا التحرك قد يكون مقدمة لخطة أشمل تهدف إلى فصل أجزاء كبيرة من القطاع عن بعضها البعض، مما يضعف قدرات المقاومة الفلسطينية على التنقل والمناورة.

ماذا بعد؟ هل تتجه حماس إلى حرب استنزاف؟

من غير المرجح أن يظل مقاتلو حماس بعيدين عن المواجهة لفترة طويلة، فالتاريخ العسكري للحركة يثبت أنها تتقن أساليب حرب العصابات وتوجيه ضربات موجعة حين تتاح لها الفرصة. قد تكون المرحلة المقبلة حاسمة في رسم ملامح المواجهة، حيث قد تبدأ المقاومة بتنفيذ عمليات نوعية وكمائن مفاجئة ضد القوات الإسرائيلية في المناطق التي دخلتها حديثًا.

لكن الأكيد أن نتنياهو، الذي يراهن على تقسيم غزة كإستراتيجية للضغط على حماس وإجبارها على تقديم تنازلات، قد يواجه مفاجآت غير سارة قريبًا، خاصة إذا ما كانت المقاومة الفلسطينية تعد العدة لمواجهة استنزافية طويلة الأمد، كما فعلت في جولات سابقة من الصراع.

هذا التقرير يعكس التحليل العميق للوضع في غزة، ويركز على أبعاد التوسع الإسرائيلي والتكتيكات المحتملة لحماس. هل تريد إضافة أي تفاصيل أو تعديلات؟