
ودعت مصر يوم الأربعاء ٧ يناير ٢٠٢٥ أحد رموزها الوطنية البارزة، الفريق جلال الهريدي، الذي حمل راية الوطن في ميادين القتال والسياسة، وكرّس حياته لخدمته، برحيله ينطوي فصل من فصول العطاء والإخلاص الذي لم يعرف حدودًا، تاركًا إرثًا خالدًا يلهم.
كان الفريق الهريدي علامة بارزة في تاريخ العسكرية المصرية، حيث أسس سلاح الصاعقة المصرية، ليصبح أحد أعمدة القوة في الجيش المصري، جسّد الهريدي نموذج القائد الذي لا يكتفي بالأوامر، بل يكون في مقدمة الصفوف، متحليًا بشجاعة استثنائية وإصرار لا يلين، شارك في معارك مصيرية أعادت للوطن عزته، وكانت سيرته العسكرية شاهدة على عقود من التفاني.
بعد مسيرة عسكرية مشرّفة، استمر الفريق جلال الهريدي في عطائه من خلال تأسيسه حزب حماة الوطن، الذي مثّل رؤية وطنية تعتمد على استثمار القوة المجتمعية في تعزيز التنمية والاستقرار تحت قيادته، أصبح الحزب منبرًا للتعبير عن قضايا المواطنين ومناقشة الحلول التي تعزز مكانة مصر بين الأمم.
تميز الفريق الهريدي بقدرته على الجمع بين الحزم والتواضع. كان قريبًا من الناس، يفهم تطلعاتهم ويشاركهم طموحاتهم. جسّد في حياته قيم القيادة الحقيقية التي تعتمد على العمل الميداني والاتصال المباشر مع الشعب.
رحيل الفريق جلال الهريدي لا يعني غيابه عن ذاكرة الوطن، بل هو انتقال من الحضور المادي إلى الخلود في القلوب، سيظل إرثه العسكري والسياسي مصدر فخر وإلهام لكل مصري.
نعزي أنفسنا والشعب المصري في فقدان هذا القائد العظيم، وندعو الله أن يتغمده برحمته الواسعة، ويجزيه خير الجزاء على ما قدّم لوطنه.
إلى روحك السلام، أيها القائد الوفي. ستبقى ذكراك حيّة في تاريخ مصر ومستقبلها.